نابلس - النجاح الإخباري - شكلت إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون ضربة قاسمة لحليفه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو باعتباره احد الداعمين للتوجهات الاستيطانية خاصة فيما يتعلق بموضوع ضم الضفة الغربية والأغوار.

واعتبر الخبير والباحث في الشأن الاسرائيلي ،عصمت منصور، أن إقالة بولتون تأتي في أكثر مرحلة مصيرية بالنسبة لنتنياهو في ظل مساعيه الانتخابية أمام خصومه السياسيين.

وقال منصور في تعليق لبرنامج نهار جديد على "اذاعة صوت فلسطين" وتابعه "النجاح الإخباري" يوم الخميس إن خطوة ترامب ستنعكس بشكل سلبي على نتنياهو رغم انحيازه لمصالح "اسرائيل" عبر مواقفه التاريخية التي بدأت بإعلان "القدس عاصمة لإسرائيل"،وخطوة نقل السفارة من "تل أبيب" الى القدس المحتلة.

"نتيناهو يعتقد أنه من خلال علاقاته مع ترامب وبوتين يستطيع أن يضمن مصالح اسرائيل عن طريق ضرب حزب الله أو سوريا أو ضم الأغوار ولكن هناك حدود  للمصالح الأمريكية في المنطقة" استدرك منصور مضيفا.

وشدد منصور على أن تداعيات إقالة بولتون لن تتوقف عند هذا الحد بل أيضاً في ما يتصل بملفات أخرى كالملف الايراني بخلاف التقديرات التي سُمعت في "إسرائيل" وانتظار الموقف الامريكي في مسألة فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت.

وسبق أن  شارك بولتون رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لمنطقة الأغوار وذلك في خطوة قال الكثيرون حينها إنها قد تكون تمهيدا لخطة ضم أراض من الضفة الغربية والاعتراف الأمريكي بهذا الضم قبيل انتخابات"الكنيست".

في سياق متصل،أكد  الباحث في الشؤون الأوروبية والدولية حسام شاكر أن إقالة بولتون في هذا التوقيت بمثابة نزع لصمام الأمان الذي كانت تراهن عليه حكومة "تل أبيب" في البيت الأبيض على مدار الأشهر الماضية.

وقال شاكر في تعليق مقتضب لـ"النجاح الإخباري" يوم الخميس إن إقالة بولتون خطوة قد تمهد لخطوات على طريق تسوية الخلاف الامريكي الايراني وتتويجه في اتفاق نووي اخر على ضوء المساعي الفرنسية لعقد قمة ايرانية امريكية رغم كل الاشكاليات.

ورأى شاكر في الوقت ذاته أن استراتيجية "اسرائيل" لمواجهة ايران تضعُف في ظل فشل نتنياهو في إقناع حليفه ترامب بتوجيه ضرب استباقية لطهران وتوريطه في حرب كبيرة.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نشرت تعليق عقب اقالة بولتون قالت فيه: "بعد فترة طويلة من التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، بتشجيع من نتنياهو، يبدو أن العلاقات تأخذ الآن مساراً جديداً، ويمكن فقط التساؤل عمّا يريد ترامب منحه للإيرانيين وامتنع بولتون عنه".

وفي وقت سابق، سارع نتنياهو الى القول:" إنه على ثقة تامة من أن شدة الموقف الأمريكي تجاه إيران لن تتراجع رغم إقالة جون بولتون من منصب مستشار الأمن القومي".

وقال نتنياهو في تصريح للقناة الـ 20 الإسرائيلية تعليقا على إقالة بولتون، إن "من صاغ السياسة الأمريكية رسميًا كان (وزير الخارجية مايك) بومبيو... والرئيس دونالد ترمب طبعا. لكنني لا أريد الخوص في تغير الشخصيات داخل هذه الإدارة".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة أعلنت عن عقوبات جديدة ضد الحرس الثوري الإيراني بعد أن نشر ترمب تغريدة عن إقالة بولتون.

وتابع رئيس وزراء الاحتلال: "وبالتالي أنا على قناعة، وليس لدي أدنى شك، بأنه مهما كان الوضع، سواء مع مفاوضات أو من دونها، سيكون موقف ترمب وإدارته تجاه إيران شديدا جدا جدا".

وكان ترلمب قد أعلن الثلاثاء الماضي عن إقالة جون بولتون من منصب مستشاره للأمن القومي. واعتبر الكثير من المراقبين والباحثين السياسيين إقالته "ضربة" لإسرائيل ونتنياهو.