نابلس - وفاء ناهل - النجاح الإخباري - في الوقت الذي اشتعلت فيه الأوضاع الميدانية في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وصلت إلى شن الاحتلال عدوان بالطائرات والمدفعية مستهدفاً المنازل السكنية المدنية مخلفاً دماراً في الممتلكات وأكثر من عشرين شهيداً وعشرات الإصابات، فيما ردت الفصائل بقصف مستوطنات غلاف غزة وعسقلان، واستهداف جيبات عسكرية إسرائيلية موقعة عدد من القتلى في صفوف الإسرائيليين، رأى محللون سياسيون أن الاحتلال الإسرائيلي غير معني باستمرار التصعيد الميداني.

ورأى محللون وخبراء عسكريون في أحاديث منفصلة لـ "النجاح الإخباري"، أن الاحتلال غير معني بالتصعيد في الوقت الحالي لتصل الأمور لمواجهة عسكرية مفتوحة خلال هذه الفترة، كما أن "إسرائيل" فشلت بتحقيق أي انجاز في قطاع غزة، وهي لن تدخل حرب لن تعرف نتائجها مسبقاً.

الخبير العسكري واصف عريقات، أكد أن باب الاحتمالات مفتوح والأزمة متدحرجة، كما ان "إسرائيل" في مأزق ومن المتوقع ان يكون هناك تغيراً في سياسة الاحتلال باتجاه غير القصف المدفعي او الصاروخي، لأنه لم يعطي الاحتلال ما يريده، واحد السيناريوهات المتوقعة التوجه إلى الاغتيالات".

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": "إسرائيل" تحاول الوصول لتهدئة لأن لديها استحقاقات وتحتاج لهدوء حتى العشرين من أيار، وإذا لم تقبل بالتهدئة وبالشروط الفلسطينية ستتدحرج الامور، خاصةً وان "إسرائيل" مضغوطة بعامل الوقت وربما هذه الفترة سترض لكافة الشروط".

وأضاف عريقات:" لا يمكن الوثوق بدولة الاحتلال فهي كذبت مراراً وتكراراً فيما يتعلق بالتهدئة، وكانت حريصة عليها ما قبل الانتخابات، وبعد ذلك نقضت كل الاتفاقات، والجهود المصرية فيما يتعلق بالتهدئة ربما تنجح حالياً وبشكل مرحلي، ولن تكون لفترة طويلة".

من جهته قال المحلل السياسي د. عماد ابو عواد:" أن مرحلة التصعيد الحالية هي الأوسع منذ حرب (2014)، والوصول لهذه المرحلة يعني ان المقاومة استطاعت تثبيت معادلات مهمة واهمها ان استهداف عسقلان سديروت ومستوطنات غلاف غزة، اصبح امراً عادياً، والمقاومة اثبتت انها تستطيع استهداف العمق الاسرائيلي".

وأضاف في حديث لـ"النجاح الاخباري": الامور لن تصل لحرب مفتوحة لعدة أسباب أهمها أن كلا الطرفين يعلم أن أي حرب ستعيدهم لمربع المفاوضات، وحكومة نتنياهو لا زالت غير جاهزة وهو ينتظر الاعلان عن "صفقة القرن"، كما أن أي حرب ستحمل مفاجئات لدولة الاحتلال وهذا ما لا تقبل به "اسرائيل"، كما أنا السبب الاهم أن "إسرائيل" غير قادرة على حسم أي حرب، وخاصة في ظل غياب الجندي البري الذي يستطيع القتال".

المحلل السياسي طلال عوكل، أكد أن الاحتلال لن يذهب لسيناريو الاغتيالات في قطاع غزة، لأنه يعلم أن هذه الخطوة ستذهب بالأمور إلى اشتباك مفتوح ورد واسع من المقاومة، وهذا ما لا تريده اسرائيل في الوقت الحالي وهي تريد انهاء هذا التصعيد بأقرب وقت ممكن".

وأضاف في حديث لـ"النجاح الاخباري": الجهود المصرية لتثبيت التهدئة ستنجح ولكنها لن تخلق وضعاً مستقراً،  بمعنى ان اي تفاهمات "اسرائيل" لن تلتزم بها، والفصائل تريد ضمانات بعد التجارب المتعددة مع الاحتلال الذي لم يلتزم بأي شروط تهدئة، ولا يجب ان ننسى ان هناك (13) شهراً من مسيرات العودة، وهل يمكن ان يقبل الفلسطينيين معادلة نتنياهو هدوء مقابل هدوء مع استمرار الحصار؟".

يشار إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، ومسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، أكدا أن التهدئة ممكنة شريطة التزام الاحتلال الإسرائيلي بها، وبالتفاهمات.

ويشهد قطاع غزة تصعيداً أمنياً، حيث يعد هذا التصعيد هو الأشرس بين الجهتين منذ عدوان 2014.