القدس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - حملة شرسة تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي المدينة المقدسة، تمثلت بالاعتقالات وابعاد القيادات المقدسية وأوقاف القدس عن المسجد الأقصى، والتي ازدادت حدتها بعد فتح مصلى باب الرحمة.

حملة الابعادات التي تشنها سلطات الاحتلال اعتبرها المقدسيون لتغطية الحكومة اليمينية على فشلها بعد فتح باب الرحمة، ولإرضاء اليمين المطرف الذي يتهم الحكومة الإسرائيلية بالتقصير لأنها فتحت المجال أمام المقدسيين لإعادة فتح باب الرحمة.

وأصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، أوامر إبعاد جديدة عن المسجد الاقصى بحق رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب، وناجح بكيرات نائب مدير الأوقاف الإسلامية، ومدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس.

وسلمت سلطات الاحتلال الثلاثة أوامر الإبعاد بعد أسبوع من احتجازهم لأكثر من 12 ساعة في مقر مركز "المسكوبية" الأمني بالقدس الغربية الأحد الماضي.

تفريغ الأقصى

وأكد الشيخ ناجح بكيرات أن سلطات الاحتلال استدعته والشيخ سهلب اليوم وبعدها أصدرت قرار بإبعادهم عن الأقصى، مشيراً إلى أن سياسة الابعادات تدلل على عنصرية الاحتلال الإسرائيلي.

وقال بكيرات في حديثه لـ"النجاح الاخباري": تحاول حكومة الاحتلال اليمينية أن تفرّغ المسجد الأقصى وخلق فراغ إداري وديني عنه"، منوهاً إلى أن هذه القرارات محاولة لإرضاء اليمين المتطرف.

ويرى أن سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى أنها محاولة من نتنياهو لإشغال الجمهور الإسرائيلي من تهم الفساد المتهم بها، وأن المسجد الأقصى شغله الشاغل.

وأضاف بكيرات أن المقدسيين لن يهمهم أوامر الإبعاد وان سيحاولون في الصلاة داخل المسجد الأقصى حتى آخر رمق، مشدداً على أن معركة المسجد الأقصى وباب الرحمة ستبقى متواصلة حتى تحريره من دنس الاحتلال.

وكان الأردن قد ندد بقرارات الإبعاد، واعتبرها استهدافا ممنهجا للحرم القدسي وإدارة الأوقاف، ومساسا مباشرا بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية.

وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني عبد الناصر أبو البصل إن "سلطات الاحتلال أبعدت اليوم (الأحد) الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس أوقاف القدس، والذي يحمل الصفة الدبلوماسية، لمدة أربعين يوما عن الحرم القدسي الشريف، وكذلك ناجح بكيرات نائب مدير أوقاف القدس لمدة أربعة أشهر".

تغطية على فشله

من جهته، يرى خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري أن الاحتلال يريد أن يغطي فشله من خلال الابعادات ليخيف الآخرين من المقدسيين وإثارة الرعب في صفوفهم، بعد أن حقق المقدسيون انتصارهم الجديد في إعادة فتح مصلى باب الرحمة والفشل الذي لحق بالاحتلال الإسرائيلي.

وذكر صبري لـ"النجاح الاخباري" أن سياسة الابعادات محاولة لإرضاء اليمين اليهودي المتطرف، وأنه قادر على ردع الفلسطينيين وأنه يريد في عمله هذا أن يخفف الضغط عنه، مشيراً إلى أن اليمين المتطرف يضغط على الحكومة الإسرائيلية باتهامها بالتقصير، لأنها فتحت المجال بإعادة فتح باب الرحمة وكأنها قادرة على ردعنا هكذا يتوهمون.

وشدد على أنه مهما زادت الابعادات فإن مصلى باب الرحمة سيبقى مفتوحاً، وأن هذا الإنجاز لا بد من تثبيته.

وأضاف صبري " هذه الابعادات مهما طالت فإنها مؤقتة ولكن المهم والانجاز الرئيسي أن يبقى باب الرحمة مفتوحاً".

وكانت منظمة التحرير الفلسطينية دعت الدول العربية والإسلامية إلى التحرك مع المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية في المسجد.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات في بيان له إنه أرسل "رسالة رسمية عاجلة إلى أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والدول العربية وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين والدول الإسلامية حول آخر التطورات الخطيرة والمتسارعة التي يشهدها القدس الشريف".

وأضاف أنه "أحاط الدول في رسالته "بما يجري مؤخراً في منطقة باب الرحمة، والاعتداءات التي نفذتها سلطة الاحتلال على المصلين، بما في ذلك اعتقال عشرات الفلسطينيين المقدسيين من أنحاء القدس".

وأصدرت قوات الاحتلال أوامر إبعاد بحق عضوي مجلس الأوقاف حاتم عبد القادر والدكتور مهدي عبد الهادي، لمدة أسبوع، وأبعدت حارس المسجد الأقصى عرفات نجيب عن مركز عمله في المسجد لمدة 6 أشهر، بعد أن اعتقلته الأسبوع الماضي، وأفرجت عنه بشرط الابعاد لمدة 7 أيام، فيما استدعته اليوم لتسليمه أمر إبعاد عن الأقصى لستة أشهر، بحجة المشاركة في فتح مبنى ومُصلى باب الرحمة في المسجد المبارك.

الجدير بالذكر أن الاحتلال الإسرائيلي أغلق عام 2003 مصلى باب الرحمة بذريعة وجود مؤسسة غير قانونية فيه، وجددت أمر الإغلاق سنويا منذ ذلك الحين، إلا أنها أثارت غضب الفلسطينيين مؤخرا بإغلاق بوابة حديدية مؤدية إلى المصلى.