نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - من منطلق المسؤولية التربوية والأخلاقية، في ظلِّ اجتياح الإنترنت لبيوتنا وغزو الأغراب مواقع التواصل الاجتماعي ودخولهم في حياتنا دون سابق إنظار، ولأنّ الطلاب مرتع خصب لهذه المآزق العنكبوتية بحكم سنّهم واندفاعاتهم، جاءت مبادرة "انترنت آمن الحكي فيه لازم" .."أهلك ولاتهلك".

مبادرة نفَّذها فريق الدعم النفسي الطلابي في مدرسة بنات سيريس الثانوية، تحت شعار "أهلك ولاتهلك" الأسرة والشرطة ملاذك، لتوعية الطالبات والأهالي على حدٍّ سواء بكيفية الاستخدام الآمن للإنترنت والتعامل مع الأبناء بخصوصه.
وحملت المبادرة فكرة "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، وكرّست الدمج بينهما لتؤتي ثمارًا أشاد المشاركون فيها.
وحول المبادرة قالت المرشدة التربوية مليكة إبراهيم صاحبة فكرة فريق الدعم النفسي الطلابي، ومنسقة المبادرة: "جاءت الحاجة لمثل هذه المبادرة  في عصر التكنولوجيا والأجهزة الذكية، ما يتطلّب وعيًا حول كيفية التعامل معها بطريقة آمنة، نظرًا لخطورة المشكلات التي قد تخلقها، وكل الطلبة بهذا السن معرضون لها" .
أهداف المبادرة 
ومن الأهداف التي سعت المبادرة إليها وحقَّقتها، رفع مستوى الوعي بأسس الأمان والحماية على الإنترنت للفئات المستهدفة من أولياء الأمور والطلبة والمجتمع المحلي .من خلال ورشات العمل، والاجتماعات، وتوجيه رسائل لأولياء الأمور في قالب من التوجيهات التربوية حول  التعامل مع أبنائهم، "نحن بحاجة لقيم تغرس وليس جولات تنزع" قالت الطالبة مي نجم الناشطة في فريق الدعم النفسي الطلابي.
وأشارت مليكة إلى أنَّه من الضروري تزويد أولياء الأمور بمهارات عملية لتحقيق الأمان والسلامة والحماية على الإنترنت؛ لأنَّ معظمهم يجهلون الكثير من المعلومات، ومن يعرف لا يتابع الأبناء من حيث الاستخدام.

أنشطة المبادرة 

وعن النشاطات قالت مليكة: "قمنا بالعديد من الأنشطة والفعاليات لتحقيق المبادرة بدءًا من  استبيان وجدول لتنظيم وقت ومدّة استخدام الإنترنت، وانتهاءً بمجلة شملت رسومات من إبداع الطالبات ورسائل موجّهة للأهل بهذا الخصوص". 


وبيّنت أنَّ استثمار الرسم المعبر والكلمات الموجزة والدالة على الهدف من شأنه أن يبقى في الخريطة العلقية ويحقِّق الهدف والحماية على شبكة الإنترنت، وهو أسلوب تمَّ اتباعه أثناء تنفيذ المبادرة. 
أشارت الطالبة روعة جواد من فريق الدعم النفسي إلى أنَّه تمَّ تصميم استبيان مكون من (15) عبارة موجّهة لـ(46) عيّنة من أولياء الأمور لديهم أبناء في الفئة العمرية ما بين (14-15) سنة لمعرفة مدى معرفتهم بأساسيات تحقيق الأمان على الإنترنت لأبنائهم  وليكون الاستبيان نقطة انطلاق لمعرفة كيفية العمل في المبادرة.

وأضافت أنَّ (69%) يعرفون و(30%) يجهلون الكثير من الأمور، وبالنسبة لتحديد موعد الجلوس على مواقع التواصل كانت نسبة (67.3) يحددون المدة، بينما (32.6) يتركون الأمور على غاربها، أما بخصوص مشاركة الأبناء والاطلاع على نشاطاتهم على الإنترنت فكان (34.7) يتابعون في حين (65.2) لا يهتمون ويعتقدون أنّ في هذه انتهاك لحرية الأبناء وخصوصيتهم.  

ولأنَّ مدة استخدام الإنترنت مرتبط بالصحة الجسدية من حيث مشاكل في النظر وأوجاع في الرقبة، والمشاكل النفسية  من انطواء وقلة التواصل، إضافة إلى أنَّه يعد أحد العوامل التي تقتل الموهبة والتركيز، وصولًا لخطر مواقع التواصل الاجتماعي وإمكانية التعرُّض لمشاهد إباحية،تمَّ توزيع جدول لتنظيم وقت ومدة استخدام الإنترنت لعينة عددها (30)طالبة. 

وأبدت الطالبات تفاعلًا من خلال فقرات الإذاعة الصباحيّة التي تمَّ تغطيتها بمشاهد مسرحية  جمعت بين الفكاهة والمعلومة  من إعداد طالبات الدعم النفسي.
وُزّعت خلالها نشرات حول دور الأهل في حماية أبنائهم على مواقع التواصل الاجتماعي في ورشات العمل والطابور الصباحي .
وتحدَّثت المديرة عندليب قشتم عن أهميّة المبادرة، قالت: "قدّمت المرشدة مليكة إبراهيم لقاءات التوجيه الجمعي والكثير من الأنشطة منها اسكتشات مسرحية من إعداد الطالبات في الحصص الصفية تناولت الإيجابيات والسلبيات في استخدام الإنترنت، وسرد بعض القصص ومناقشتها و تنفيذ استبيان حول الحالة النفسية في مواقف مختلفة على الإنترنت، تجربة كانت مجديّة سلّطت الضوء على أمور مفصلية تجنّبًا للوقوع في مخاطر الإنترنت التي باتت تهدد كل بيت، ولأنَّه كما يقال لاتحلُّ المشكة لسببين أن ننكرها وألا نعرف سببها".
هذه المبادرة التي لامست واقعنا اليومي إذ تستنزف مواقع التواصل الاجتماعي وقت الطلبة وتؤثر على حياتهم سلبًا وإيجابًا حملت شعارًا ليرسخ في أذهان الطالبات اللواتي يسعين لنشرها بشتى السبل، كما تمَّ تصميم بوسترات حول كيفية التصرف في حال التعرض للتسلط أو التحرش وطرحت وسائل الحماية. 
وشارك في ورشات العمل شبكة حماية الأسرة والرائد رياض يحي وضرار الحاج، بالإضافة لمؤسسة الرؤية العالمية ومجلس الأمهات، والأهالي.
ومن ضمنها كانت ورشة تحت عنوان "حاجتنا إلى قيم تزرع لا جوالات تنزع" تحدَّثت فيها معلمات التربية الإسلامية عن قيم كالتقوى والوقت والعفة. 
وتوصي اللجنة المشرفة على هذه المبادرة بتعميم الشعار كونه رسالة توعوية وقائية وعلاجية في آن واحد