النجاح الإخباري - منذ الوهلة الأولى التي أمسكت في يدها المطرقة الحديدية وبجانبها أكوام من المسامير ذات الرؤوس العريضة، أمامها لوح خشبي سميك ذو مواصفات خاصة تضع عنائها لجلب ما يناسبها، لم نستطع قطع تركيزها المتفاني في رسم لوحة فنية تجسد واقع سيدة فلسطينية تحمل على جانبها زير من المياه.

هكذا تمضي الفتاة ابنة 25 عاما وقتها وحياتها في فن لا يعرفه الكثير، يعرف في فن الرسم بالمسامير وخيط الحرير لتجسيد في فنها لوحات فنية تاريخية وشخصيات قيادية وذلك حسب قول الفتاة سحر وشاح التي عشقت الفن منذ الطفولة ليبقى عشق متلازمها حتى سن الرشد.

وأوضحت الفتاة سحر لمراسل "النجاح الإخباري" والابتسامة والسعادة لم تفارقها، بأنها تحب ما تصنع فلم تكن موهبتها بالرسم وليدة اللحظة، بل هي منذ الصغر اكتشفت حُبها للرسم والفن، وكانت تجمع القصص الملونة وتخط بألوانها لوحاتها البسيطة، وتقلد ما يلفت أنظارها من رسوم ولوحات لتعتبرها المرحلة الأولى لها في الفن.

وقالت الفتاة سحر أنني أنهيت المرحلة الجامعية، ودرست التعليم الأساسي في جامعة الأزهر، ولم تستطع الدراسة والظروف إبعادي عما أحب، على الرغم من البدايات البسيطة، في ظل افتقار الوسط الفني في قطاع غزة لتعزيز الفن والرسم وإعداد دورات خاصة للفنون بمختلف أشكالها.

وعلى الرغم من ذلك اعتمدت على التعلم الذاتي فتعلمت فن الرسم بالألوان والرسم على ألواح الزجاج، ولكن لم أتوقف لذاك المطاف بل كنت ابحث كل يوم لتعلم المزيد حتى شاهدت فن الرسم بالمسامير والخيوط الحرير والصوف على ألواح خشبية ذو مواصفات محددة، لم أتراجع عن خوض التجربة لأذهب مسرعة لجمع أدواتي الجديدة فقمت برسم أول لوحة فنية لمجسم مدينة القدس على لوح خشبي صغير.

ومع مرور عام من تجربتها في فن المسامير والخيطان، أتقنت سحر ما كانت تسعى إليه، وهو الرسم في المسامير والخيوط، موضحه بان الخطوة الجديدة لم تكن بالسهلة لما تبذله من مجهود لإنجاز لوحة فنية واحدة، فهو يحتاج لوقت وجهد كبير، كذلك فهو يحتاج لأدوات خاصة للعمل فيه مثل نوع المسامير والخشب والخيوط جاعلة من الصدفة التي مررت بها لتعلم فن جديد غيرت الكثير من أفكاري الفنية وأبعادي الفكرية في تجسيد اللوحات الفنية.

وأشارت وشاح إلى أن الوسط البيتي المحيط بها من دفعها للاستمرار، بعد إنجازها لوحتها الأولى، فالجميع قام بتشجيعي ونالت إعجابهم اللوحة، مما دفعني بان اجعل للوحاتي طابع خاص، يعكس أفكار جديدة يرغبها المعجبون.

وتعتبر سحر فن الرسم بالمسامير والخيطان، فن يعتمد على الدقة ويتم تنفيذه في استخدام مجموعة من المسامير والخيوط الملونة بألوان تناسب اللوحة، ويحتاج لعناء طويل يستمر في انجاز لوحة فنية واحدة ما يزيد عن أربعة أيام متواصلة وتصل إلى 7 أيام في إتمام لوحة فنية واحدة.

وتحاول أن تجعل الأسعار متناسبة مع التكاليف والجهد مراعية طول المدة المبذول لرسم لوحة فنية متكاملة مراعية الظروف التي يمر بها المواطنين، على الرغم من عدم انتشار الفن بشكل واضح بين أوساط المجتمع الفلسطيني في غزة إلى أنه يوجد بعض المواطنين يقوموا بطلب لوحات فنية محددة لإنجازها، منوه بان العاملون في مثل هذا الفن يبلغ عددهم أربعة أشخاص في القطاع.

وبينت سحر أصول فن المسامير والخيطان الذي يعود بأصوله للفن التركي والذي كان ينقش ويكتب به الآيات القرآنية داخل المساجد والأماكن المقدسة، معتبره الفن التركي من أعرق الفنون في المنطقة في الأصالة والإبداع مما يجعلها تطمح للسفر إلى تركيا لتعلم ما تجهله.

وعن الرسالة التي تسعي سحر لإيصالها من هذا الفن، تقول:" لا طريق سهل للنجاح، وعليك أن تؤمن بنفسك أولًا ليؤمن بك الآخرون، ومن ثم اعمل وثابر وتميز بالعمل الذي تقوم به"، خاتمة حديثها:" طموحي أن أُنمى موهبتي، وأصقلها على يد فنانين متخصصين".