وفاء ناهل - النجاح الإخباري - بعد تعذر إستلام رئيسي سلطة البيئة عدالة الأتيرة، ورئيس سلطة الأراضي صائب نظيف لمهامهما في قطاع غزة، وعودتهما لضفة، لربما بدأت العديد من التساؤلات تدور في أذهان المواطنين أهمها ما الذي سيحدث الان؟.

وفي هذا السياق أكد المحلل السياسي طلال عوكل لـ "النجاح الاخباري" "أنه جرى تعثر قبل هذه المرة، وتم تخطيه، وسيتم العمل على معالجة هذه القضية ايضاً، وتخطيها من أجل إتمام المصالحة".

وأضاف: "هذه العقبات والإشكاليات التي تحدث ستؤخر عملية التمكين، وسنعود لنقطة أن الحكومة لم تتمكن وهناك تعطيل، وأزمة ثقة، وسيتم تأخير بعض الإجراءات المطلوب إتخاذها".

وتابع عوكل: "ما حدث مجرد إشكالات وسيتم معالجتها، ونأمل أن تحل هذه العقبات، خاصة وأن المواطنين حتى الان متخوفون من عدم إتمام المصالحة، فهم يريدون شيئا عمليا على أرض الواقع ليحسن حياتهم وظروفهم، وهو ما لم يحدث حتى الان، وبالتالي إذا فشلنا هذه المرة ردود الفعل الشعبية ستأخذ طابع اليأس والتمرد في وجه الكل".

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي د. ناجي شراب، لـ"النجاح الاخباري"،  أنه لا يجب المبالغة في مسألة تسليم وتسلم رئاسة سلطة البيئة والأراضي، ولا شك أن هناك تباين في الرؤى بالتفسيرات لمفهوم الاستلام من هيئة لاخرى، وايضاً يبدو أن الأمور اخذت بعداً شخصياً أكثر من ان يكون إدارياً وقانونياً".

وأضاف: "لا أعتقد ان تشكل مثل هذه الحادثة عقبة كبيرة أمام المصالحة، لكنها في الوقت نفسه تلقي الضوء على أن عملية الإستلام والتسلم والتمكين و التفاصيل الصغيرة المتعلقة بالبنية الإدارية والوظيفية بنقل الصلاحيات، تشكل أحد التحديات الكبيرة، وهذه الحادثة تفتح العيون على أن المصالحة تحتاج لقرارت قوية وشجاعة".

وتابع شراب: "هناك لجنة إدارية قانونية تم تشكيلها وهي المنوطة بدارسة هيكلية الجهاز الإداري بغزة من حيث التسليم والتمكن، ولا يجب أن نبالغ بهذه الحادثة أكثر من اللازم، ويجب أن ندرك أن عملية التمكين ستواجه عقبات وعلينا أن نتعامل مع هذا الواقع، فما يحدث ليس مجرد نقل صلاحية لصلاحية نحن نتكلم عن بنية كاملة وكيفية إعادة النظر بها ودمجها في بنية مصالحة".

وأكد على أن ما حدث أمر متوقع وطبيعي وقد نتوقع الأصعب خاصة فيما يخص الملف الأمني الذي ربما سيكون أكثر صعوبة من الملف المدني، وما يحدث إختبار للمصالحة، وما نحتاجه في هذه المرحلة هو رؤوية ودراسة كاملة وشامل وحلول قابلة للتنفيذ، وهذه الحادثة اثارت العديد من التساؤلات حول الواقع الصعب الذي ستمر فيه المصالحة حتى تصل الى منتهاها".

المحلل السياسي عمر عساف، يرى بأن ما حدث يبعث شعوراً بخيبة الأمل تجاه مواصلة المصالحة ليس فقط بعودة رئيسي سلطتي البيئة والاراضي، ولكن بعدم وجود شيء ملموس على ارض الواقع حتى الان".

وتابع عساف،  في حديثه لـ"النجاح الاخباري" السعي للوحدة الوطنية وما ينتظره المواطنون هو ان يكون هناك خطوات جادة تعود بالنفع على المواطنين من جانب و تجنب اي ممارسات او تصريحات من شأنها ان تؤثر على المصالحة من جانب اخر".

وأضاف: "الاشكالية الأكبر ان التعقيدات لن تكون من المواطنين بل ستكون عند من لا يريدون للمصالحة ان تستمر وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يهدد المصالحة، والمطلوب حالياً  ان يكون معيارنا وبوصلتنا مصالح شعبنا والتي تتمثل في وحدتنا قبل كل شيء، والتصدي لما يقوم به الاحتلال كل يوم، لذلك يجب ان نتطلع الى جوهر الامور لا الى اشكالية هنا وهناك، فكل ما يحدث عقبات يجب أن نتجاوزها وهي بمثابة اختبار لوحدتنا".

يذكر أن تمسك رئيسا سلطتي الأراضي والبيئة في غزة بمنصبيهما ورفضهما تسليم رئيسة سلطة جودة البيئة عدالة الأتيرة، ورئيس سلطة الأراضي صائب نظيف اللذان وصلا من رام الله الى قطاع غزة لهذا الغرض، أدى الى عدم استلامهمها لمهامهما، وعودتهما الى الضفة".