هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت لـ"فضائية النجاح" خلال برنامج "سيناريوهات" أن الولايات المتحدة ومنذ استلام دونالد ترامب رئيسا لها وهي تتواطئ مع اسرائيل بشكل يومي، ولم يصدر منها أي كلمة لايقاف الاستيطان غير القانوني أو وقف أي انتهاك اسرائيلي بحق الفلسطينيين.

وصرح رأفت بأنه لم يطرح على القيادة الفلسطينية حتى اللحظة أي تصور من قبل الولايات المتحدة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي أو حول "صفقة القرن"، مضيفا "ندرك بان الاولوية لدى حكومة نتنياهو تطبيع العلاقات العربية الاسرائيلية وتجاوز القضية الفلسطينية".

ونوه إلى أن تحقيق المصالحة الفلسطينية من شأنها تعزيز الموقف الفلسطيني لمواجهة أي سياسة جديدة قادمة، كما سيشجع الدول الكبرى إلى تسوية الصراع.

وقال رأفت لـ"النجاح" "اننا نعمل مع الاتحاد الروسي والصين الشعبية والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي من أجل استئناف المؤتمر الدولي الجديد لتسوية الصراع واتخاذ اليات لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ينبثق عنها هيئة برعاية دولية لا امريكية من أجل مفاوضات مع تحديد مهلة لتنفيذ القرارات.

ونوه رأفت إلى أن الدول العربية لا تقوم بأي دور فاعل للضغط على اسرائيل أو الولايات المتحدة لصالح قضيتنا، لافتا إلى أن مؤتمر الرياض الاخير الذي حضره ترامب لم يذكر به اسم فلسطين ولا اي شيء يخص تبني مبادرة السلام.

وأوضح أنه يوجد لجنة عربية لمتابعة العلاقات، املا أن يلتزموا في تحرك للتأثير على أمريكا واوروبا، واتخاذ سياسة متوازنة وحل الصراع العربي الاسرائيلي.

أما عن امكانية وجود وسيط بدلا من الولايات المتحدة لعملية السلام، قال رأفت "نحن على صلة دائمة مع الاتحاد الاوروبي والروسي، ونتابع مخرجات مؤتمر باريس الدولي مع القيادة الفرنسية، لافتا إلى أن الاتحاد الروسي كان قد وجه دعوة لعقد لقاء ثلاثي بين الرئيس محمود عباس ونتنياهو الا ان الاخير رفض ذلك".

وأكد أنه يتم المحاولة لعقد لقاء أوسع يضم كبار قادة العالم، خاصة وأن روسيا ملتزمة بمؤتمر انابوليس، قائلا "يمكن أن نشهد تحركا من الاتحاد الروسي".  

واختتم حديثه مع "النجاح" مؤكدا ان فلسطين تسعى لتحرك دولي جماعي إما بمتابعة مخرجات مؤتمر باريس او عقد مؤتمر دولي جديد في موسكو وفقا لأنابوليس، بحيث لا تنفرد الولايات المتحدة المنحازة لاسرائيل برعاية ذلك.

بالونات اختبار

بدوره أوضح المحلل السياسي والمختص بالشأن الأمريكي رويد أبو عمشة لـ"فضائية النجاح" في مقابلة له ببرنامج "سيناريوهات" أن تسريب الاعلام الاسرائيلي لما يسمى "بصفقة القرن" أو خطة ترامب لترتيبات الشرق الأوسط، أن الولايات لم تقدم اي سيناريو لا مكتوبا ولا شفهيا.

وأشار إلى أنه لا يمكن الجزم حول إذا كانت المعلومات المسربة صحيحة ام خاطئة، علما بأن هناك ما يسمى ببالونات اختبار في الواقع السياسي لقياس ردود الفعل.

وأضاف ابو عمشة لـ"النجاح" أن الاعلام الاسرائيلي تحدث عن "صفقة القرن" بلغتين متناقضتين، الاولى كانت تقول أن الصفقة ستكون مرضية بنسبة 50% للفلسطينين و50% للاسرائيليين، أما الثانية فكانت تقول أنها ستقدم وستكون متاحة للتفاوض.

ولفت أبو عمشة غلى أن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بتعهدها منذ السبعينات بعدم تقديم أي حل دون مشاورة اسرائيل، مهما تغيرت الادارات.

أما عن امكانية قيام الولايات المتحدة بدورها بنزاهة تامة تجاه الفلسطينيين، قال أبو عمشة هناك عوامل داخلية لها علاقة باللوبي الصهيوني وخارجية تحكم امريكا، لافتا إلى أن امريكا لن تقوم بدورها بنزاهة مقابل اغضاب اسرائيل.

وأكد ابو عمشة أن اسرائيل كانت ترفض التفاوض الجماعي مع العرب وتطالب لمفاوضات ثنائية، الا أنها الان تريد مفاوضات اقليمية شاملة، وتستغل الانهاك والضعف العربي لحل الصراع العربي الاسرائيلي لتصبح اسرائيل جسم طبيعي بالشرق الاوسط ومواجهة "عدو العالم" ايران" والأكراد وبالتالي سيقدم العرب ما لم تحلم به اسرائيل وستمرر الولايات المتحدة ما عجزت عنه مسبقا وفقا لرؤيتها.

وأشار إلى أن اسرائيل تسعى لنهضة اقتصادية في الشرق الاوسط وتصبح القوة الفاعلة في المنطقة، من خلال التطبيع مع العرب.

صفقة القرن ستحدث زلزالا في اسرائيل

وحول ما ورد في الاعلام الاسرائيلي بأن صفقة القرن ان طبقت فستحدث زلزالا في اسرائيل، رجح أبو عمشة أن المقصود بذلك أي خطة سياسية ستعطي الفلسطينيين 10% واسرائيل ما تبقى ستكون مرفوضة لاسرائيل، وتفكك الائتلاف الاسرائيلي الحاكم، حتى لو كان اخلاء لمستوطنات، اضافة إلى نتنياهو على المحك ومتهم بالفساد.

أما عن وسيط بديل للدفاع عن القضية الفلسطينية، لفت أبو عمشة إلى أنه لا يوجد أي قوة أخرى ستطرح نفسها لذلك وتنافس الولايات المتحدة، ولن تصطدم مع امريكا لاجلنا، هذا عدا عن أن اسرائيل تسعى لتحالفات مع الدول الكبرى.