نسرين موسى - النجاح الإخباري - يعاني أصحاب المزارع في خزاعة شرق محافظة خانيونس، من انتشار الثعالب الضالة، والتي تهاجم مزارعهم وحظائرهم وتقتل الدجاج والطيور .

مزارعون قاموا بحماية مزارعهم بوضع سياج يمنع وصول الثعالب إليها ، لكن مع ذلك لم يسلموا من هجومها.

البعض من السكان ممن يمتلكون المزارع البسيطة قاموا  بصيدها وقتلها حتى يأمنوا شرها.

ويعيش الاهالي حالة أطلقوا عليها اسم "الحرب على الثعالب" خشية الوصول إلى مزارعهم واطفالهم كذلك.

المزارع حمودة أبو رجيلة يسرد رحلته وعذابه مع الثعالب التي تهاجم مزرعته ويقول لـ"النجاح الاخباري":" تشكل الثعالب خطرا على الطيور خاصتي، عدا عن أنها تهاجم مزرعتي ليلا".

وحسب ابو رجيلة فإن هذه الثعالب تأتي عن طريق الحدود حيث تبعد مزرعته حوالي 500 متر عنها.

وحول كيفية تعامل المزارع ابو رجيلة معها يقول:" أقوم بنصب فخ كبير، ليقع الثعلب فيه وفورا تكسر قدميه ومن ثم أقبض عليه واقتله، وإذا رغبت في بيعه أقوم بنصب الأقفاص واضع بداخلها دجاجة ، ثم يأتي الثعلب  ويتم صيده دون أن يتأذى".

وينوه ابو رجيله أنه قام بعرض بعضها على مدينة اصداء الترفيهية  مقابل لا يتعدى الخمسين شيكلا،  وهذا لا يتناسب مع الجهد الذي بذله في صيدها.

وفي معرض رده على سؤال هل يوجد جهة تمنع صيد الثعالب؟ يردف ابو رجيلة:" لا يوجد أي جهة تمنعنا لأن الجميع يعلم مدى  الاضرار التي تسببها لمزارعنا والخسارة التي تلحق بطيورنا منها".

لكن الشاب سعيد حمران من منطقة جحر الديك بغزة لا يمتلك أي مزرعة ويطارد الثعالب لصيدها وبيعها ويعتبرها مصدر للرزق.

يقول حمران لـ"النجاح الاخباري":" احصل مقابل الثعلب الواحد 200 شيكل ،وهذا المبلغ يدفعني الى مطارة المزيد منها، لأنني عاطل عن العمل حاليا، ومع ذلك احياناً لا أفلح بصيدها ".

ولم يقتصر الخوف من الثعالب على أصحاب المزارع ، فتشعر المواطنة ام كرم من بلدة خزاعة بالخوف على أطفالها، خاصة وقت حلول الليل، وتقول:" أحضن أطفالي في غرفتي لأن منزلنا من الأسبست،  ولا أشعر بالأمان وهم داخل غرفهم".

وتناشد الاربعينية ام كرم البلدية بوضع حل يمنع وصول الثعالب إلى الاماكن المأهولة بالسكان.

ويقول مزارعون اخرون: "نحن لدينا مزارع صغيرة هي مصدر قوت أبناءنا، ماذا يتبقى لنا عندما تقتل الثعالب ما تحتويه المزرعة من طيور وحيوانات أليفة؟".

من جهته يشدد الباحث في التنوع  الحيوي أيمن دردونة على ضرورة عدم صيد الثعالب ويقول لـ"النجاح الاخباري" :" يمكن معالجة هجومها على مزارع الدجاج بزيادة تأمينها، لأنها  جزء من مكونات التنوع الحيوي، وهى تعيش في مناطق جحر الديك، و غير ضارة بل مهمة في التوازن الطبيعي، ويجب التعامل معها بحكمة بعيدا عن القتل".

ويوضح دردونة أن اعداد الثعالب في تناقص بسبب زيادة صيدها ومهاجمتها من السكان.

وحول مصدر الثعالب يقول دردونة: "جزء منها موجود بالأصل في قطاع غزة واخر يأتي من السياج الحدودي".

ويضيف دردونة :"يصيد السكان الثعالب لثلاثة أسباب  تتمثل في  مهاجمتها لمزارع الدجاج، و يأكل السكان  لحومها ويستفيدون  من فروتها، ومنهم من يبيعونها لحدائق الحيوانات، وتعتبر مصدر رزق لهم".

وحول انواعها يوضح الباحث دردونة أن الموجود في غزة هو "الثعلب الاحمر، ويوجد شرق القطاع،  ذو حجم صغير وغير مؤذي يأكل فقط الدجاج والبط والطيور الصغيرة".

وينوه دردونة ان الثعالب تباع غالية الثمن ويصل ثمن الثعلب الواحد مئتي شيكل.

ويختم دردونة:" نحن كأنصار الطبيعة ضد قتل هذا الحيوان، وندعو اصحاب مزارع الطيور لتأمين مزارعهم جيدا وانتهى الامر".

ويتفق عبد الفتاح عبد ربه الأستاذ المشارك في علوم البيئة في الجامعة الإسلامية مع الباحث دردونة بضرورة حماية أصحاب المزارع لمزارعهم،  حتى لا يضطرون لقتل الثعالب، ويقول:" رغم اكلها للطيور لكنها تبقى جزء من التنوع الحيوي، ويجب الحفاظ عليها".

ويضيف عبد ربه:"   يعتبر الثعلب الاحمر من أكبر الثديات البرية الموجودة في غزة، ومن ناحية بيئية يجب الحفاظ عليه،  لأنه  يعمل على توازن البيئة الفلسطينية.

وحول امكانية تناوله كطعام :" يقول عبد ربه :"  بعض الفقهاء اجازوا أكله ويوجد من السكان من صاده وأكله".