نابلس - النجاح الإخباري - أفادت وكالة "بلومبيرغ" أن توقيع إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار لم يكن مدفوعًا بتهديد اشعال "الجحيم" في الشرق الأوسط، فلا يمكن لأي رئيس أميركي أن يفعل المزيد لتصعيد سياسة الأرض المحروقة الانتقامية التي تنتهجها إسرائيل.

بل أن الاتفاق جاء نتيجة لطلب مباشر وواضح من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. هذا المطلب أجبر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته من اليمين المتطرف على مواجهة خيار ثنائي: التعاون مع ترامب، أو استعداء أحد أكثر الرؤساء الأمريكيين تعاطفًا مع سياساتهم.

-تأثيرات سياسة ترامب-

بحسب الكاتب مارك شامبيون، فإن ترامب نجح في تحقيق نتائج سريعة من خلال ضغطه المباشر، على عكس إدارة الرئيس جو بايدن التي، رغم جهودها، افتقرت إلى الجرأة اللازمة لاستخدام أدواتها السياسية مثل التحكم في إمدادات الأسلحة لإسرائيل. ورغم أن نفوذ بايدن على إسرائيل كان محدودًا بسبب توقع نتنياهو لإدارة أمريكية أكثر وُدًا، إلا أن ترامب استخدم أسلوبًا مختلفًا، وهو التوجيه الحاسم الفوري.

لقد اختبر نتنياهو إلى أقصى حد ادعاءه بأن أفضل طريقة لتحرير الأسرى المتبقين هي الاستمرار في القتال حتى يتم تدمير حماس. هذا لم يكن محتملًا أبدًا، ولكن الآن تم إثبات المقايضة بين الاستمرار في الحرب وفقدان أرواح أسرى إسرائيل بما لا يدع مجالًا للشك. من بين الـ251 شخصًا الذين تم أسرهم في 2023، لا يزال حوالي 98 في غزة، ويعتقد أن نصف هذا العدد ما زال على قيد الحياة. فقط الانسحاب الكامل من إسرائيل هو الذي يمكن أن يخرجهم جميعًا.

ويشير الكاتب إلى أن إن إفلاس الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في غزة أصبح أمرًا لا يمكن إنكاره مع مرور الوقت. لقد ثبت صحة توقعات المنتقدين بأن حماس ستكون قادرة على تحويل الحرب إلى لعبة استنزاف، حتى بعد أن تم تقليص قوتها بشكل كبير، تم دفع الجيش الإسرائيلي إلى الجزء الشمالي من القطاع الذي كان دخله في بداية الحرب، بينما انتقلت حماس من المواجهة المباشرة إلى نصب الفخاخ والكمائن.

لكن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الأربعاء عملية مرحلية وهو مجرد الخطوة الأولى نحو السلام. ووفقًا للتقارير، يترك الاتفاق التفاوض بشأن إنهاء كامل للحرب للمرحلة الثانية التي قد تنهار بالفعل. فقط عندئذٍ ستضطر حكومة إسرائيل لمواجهة الخيار الصعب بين الاحتلال المستمر وتقديم التنازلات السياسية التي أوضحها دول الخليج بأنها ضرورية إذا كانوا سيساهمون في استقرار غزة، أو استئناف التطبيع مع إسرائيل.

كما قال بلينكن في خطابه، يمكن أن تنجح هذه الصفقة الكبرى فقط إذا تجاهل نتنياهو مطالب شركائه في حكومته اليمينية المتطرفة، لأن المتطلبات التي وضعتها المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى هي إنهاء الحرب، ومشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة غزة، ووجود التزام إسرائيلي موثوق بإنشاء دولة فلسطينية مستقبلية. إن الحصول على موافقة من الحكومة الإسرائيلية الحالية على كل ذلك لا يزال مهمة شاقة، كما تقول بلومبيرغ.

مضيفة: "في فترته الثانية سيواجه ترامب منطقة الشرق الأوسط بشكل مختلف، حيث أصبحت أولويات إسرائيل وجيرانها العرب أقل توافقًا. إذا تمكن من تحويل وقف إطلاق النار إلى تسوية دائمة، بينما يكتمل عملية دمج إسرائيل في هياكل الأمن الإقليمي والطاقة والتجارة التي بدأها في رئاسته الأولى، فسيستحق جائزة السلام التي يسعى إليها بوضوح".