رام الله - النجاح الإخباري - تتواصل في مدينة كولون غرب ألمانيا، فعاليات معرض "بيت لحم: ميلاد جديد"، والتي تستمر حتى السابع من كانون ثاني/ يناير 2022.

وافتتح المعرض، الأسبوع الماضي، في كنيسة "القديسة جرترود" في كولون، وذلك في محطته الأوروبية السابعة.

وينظم المعرض بالتعاون مع جمعية صداقة كولون/بيت لحم، وبمبادرة من سفارة دولة فلسطين لدى حاضرة الفاتيكان، وبتفويض من اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس، واللجنة الرئاسية لترميم كنيسة المهد، بالتعاون مع مؤسسة تطوير بيت لحم.

وشارك في افتتاح المعرض، رئيسة جمعية كولون/بيت لحم كلاوديا ماريا بورجر، وممثل عن بلدية كولون، اللذان تحدثا عن خصوصية العلاقة بين كولون وبيت لحم واتفاقية التوأمة بينهما التي تدخل عامها الـ25.

من جانبه، أكد سفير فلسطين السابق لدى اليونسكو، الكاتب والمؤرخ إلياس صنبر، أهمية تسجيل كنيسة المهد ومواقع أخرى على قائمة اليونسكو للتأكيد على فلسطينيتها وعلى رسالة السلام التي تحملها، المبنية على العدل والحق.

وتطرق في كلمته إلى أعمال ترميم كنيسة المهد التي تمت في ظروف استثنائية، مشيدا بالتعاون بين المهنيين والحرفيين الإيطاليين والفلسطينيين.

وشكر صنبر، رئيس اللجنة العليا لشؤون الكنائس واللجنة الرئاسية للترميم رمزي خوري، والمديرة التنفيذية لمؤسسة تطوير بيت لحم خلود دعيبس، وسفير دولة فلسطين لدى حاضرة الفاتيكان عيسى قسيسية لدورهم في تنظيم ودعم المعرض.

وفي رسالة مسجّلة، شكر رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان، بلدية كولون لاستضافتها ورعايتها للمعرض لمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لاتفاقية التوأمة بين المدينتين، وجمعية كولون/بيت لحم لدورها في تنظيمه، متمنيا للحضور والمشاركين أعيادا مجيدة وسنة جديدة ملؤها الخير.

من جانبه، تحدث رئيس جامعة دار الكلمة القس متري الراهب في كلمة عبر "زووم"، عن مدينة بيت لحم كونها ومنذ القدم مكان للقاء بين البادية في شرق المدينة والقرى الزراعية غربها، وسميت ببيت الخبز والمدينة الخصبة.

وقال الراهب: "السلام على الأرض هو ليس سلام القوة بل سلام العدالة، وأن يُعطى المجد لله لا لقيصر ولا للجبروت العسكري، وأن بشرى الميلاد هي للجميع دون استثناء بغض النظر عن الانتماء الإثني أو الديني أو العرقي".

وأكد أن "رسالة بيت لحم هي رسالة عالمية بامتياز وأن أهلها مؤتمنون على هذه الرسالة الفريدة".

من جانبها، أشارت دعيبس إلى أن مشروع ترميم كنيسة المهد هو قصة نجاح تحققت بتضافر الجهود الوطنية للحفاظ على المقدسات الدينية كجزء لا يتجزأ من التراث الإنساني العالمي، مؤكدةً أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق دون التنسيق المباشر مع الكنائس وإشراك المجتمعين المحلي والدولي، ما ساهم في تمويل المشروع، بالإضافة إلى الحكومة الفلسطينية والقطاع الخاص الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، وكذلك عدد كبير من الدول والمؤسسات الدولية.

كما أشارت إلى دور مؤسسة تطوير بيت لحم التي ساهمت منذ البداية في مشروع الترميم، وصولا إلى المشاركة في تنظيم المعرض الذي يعكس الأهمية الدينية والروحية والتاريخية والفنية للكنيسة، وينقل رسالة مدينة بيت لحم إلى العالم، خاصة في زمن جائحة "كورونا" التي تعيق وصول الزوار والحجاج إلى المدينة.

من جهته، أكد قيّم المعرض ومدير المشروع تيسير حزبون، أهمية المعرض في ترويج كنيسة المهد ومدينة بيت لحم في المحافل الدولية، من أجل تجاوز المحن والصعوبات الاقتصادية التي فرضتها جائحة "كورونا" وسنوات الاحتلال الطويلة.

ولفت إلى أن المعرض بمثابة رسالة سلام ومحبة وأخوّة، ودعوة إلى السياح والحجاج والزوار ليعودوا إلى الأراضي المقدسة وليعيشوا ويختبروا الضيافة الفلسطينية.

وشكر الراعين والداعمين للمعرض وعلى رأسهم بنك فلسطين، وصندوق الاستثمار الفلسطيني، وشركة المشروبات الوطنية.

ويشمل المعرض على 35 لوحة ضخمة لجداريات وأرضيات الفسيفساء ورسومات الأعمدة في كنيسة المهد، يتخللها شروحات عن الحقبات التاريخية والأحداث التي مرت بها الكنيسة والمدينة، وكذلك على خمسة أفلام توضيحية موزّعة على أقسام المعرض الخمسة، وفيلم وثائقي حول تاريخ الكنيسة وأعمال الترميم الأخيرة.

كما يشمل أيضًا على نسخ من لوحات الفسيفساء ورسومات الأعمدة وقناديل الزيت التي اكتشفت مؤخرًا، بالإضافة لعرض مشاهد فيديو غطت جدران قاعة المعرض عن كنيسة المهد قبل وأثناء وما بعد أعمال الترميم.

ومن المتوقع أن يجوب المعرض في عدد من المدن الألمانية مع بداية الربيع المقبل، وفي قاعات اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس، في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.