غزة - النجاح الإخباري - ناقش الباحث الفلسطيني د. رائد حسن سليمان العبادلة، دراسة في جامعة القاهرة تحت عنوان " تداعيات السياسة الروسية _الإيرانية تجاه الأزمة السورية" والتي حصل من خلالها على درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة في جمهورية مصر العربية.

 وطرحت الدراسة التي تقدم بها الباحث، محاور هامة تتعلق بتأثير التدخل الروسي _الإيراني على الأزمة السورية، في وقت تقطعت أوصال الدولة السورية، وفقدت فيه السيطرة على جزء كبير من أراضيها وتعددت هذه الجبهات المعارضة ،وتشتت وتحول الصراع من صراع داخلي الى صراع إقليمي ودولي متعدد الأطراف مما جعل هذه الأزمة تدور في حلقة مفرغة بين مسار عسكري لم يتم حسمه ، نتيجة فيتو روسي صيني ،ولا أرادة قائمة للدفع نحو حل سياسي سلمي يحفظ ما بقى من قدرات ومقدرات الدولة السورية . 

وتطرق الباحث إلى ملامح مسار سياسي يصعب تحديد مضمونه للتباينات الواسعة بين مصالح الأطراف المعنية بالأزمة وتناقضها، مما جعلها تخوض حربا متداخلة ومتعارضة يدفع ثمنها الشعب السوري وحده . 

ووفق الدراسة، قدمت الأزمة السورية مكاسب لكل من روسيا وايران على المستوي الاقليمي والدولي فروسيا حققت اهدافها بحماية نظام الأسد من السقوط ،وتأمين حليفها في سوريا من أي تدخل دولي ،كما حصلت على موقع استراتيجي على البحر المتوسط أنشأت فيه قاعدتين عسكريتين أستراتيجيتين جوية وبحرية لخدمة مصالحها وأمنها القومي . 

وبحسب الدراسة، عززت أيران موقعها داخل الأقليم وصولاً الى حدود الصراع الإسرائيلي ،وذلك بتنفيذ ممر إيراني من معبر البوكمال ثم دير الزور والرقة نحو العاصمة السورية دمشق ثم اللاذقية عارجاً نحو لبنان وصولا نحو البحر الأبيض المتوسط . 

وتناولت الدراسة أربع فصول جاء في كل فصل مبحثين .. تناول الفصل الأول تطور العلاقات الروسية الأيرانية قبل الأزمة وطرح محددات العلاقة ومظاهر التعاون والأختلاف . 

أما الفصل التاني فتناول الإدارة الروسية الإيرانية للأزمة السورية وطرح أهداف كل من روسيا وايران في الأزمة وكذلك أدوات الأدارة الروسية الإيرانية تجاه الأزمة . 

كذلك طرح الفصل الثالث .. مواقف القوى الأقليمية والدولية من السياسة الروسية _الأيرانية في الأزمة السورية ، وتناول موقف القوى الدولية وجاء في المبحث التاني تناول القوى الأقليمية  من التدخل الروسي الأيراني في الأزمة . 

وجاء الفصل الرابع للحديث عن تداعيات السياسة الروسية _الأيرانية تجاه الأزمة ، وتناول ديناميات السياسة الروسية _الايرانية في الأزمة السورية والمبحث الأخير تحدث عن السياسات الروسية _الأيرانية الرامية لتسوية الأزمة السورية .  بالأضافة إلى الخاتمة .

وخلصت الدراسة لتقديم الأضافات التالية:

1_ بعد مرور عقد كامل على هذه الأزمة طرح الباحث ثلاثة مصائر للخروج منها إما ( تقسيم سوريا ، أو تطبيق اللامركزية ، أو العودة الى السيادة الكاملة للدولة السورية ) والأخير مستبعد حدوثها في ضوء الحاصل على أرض الواقع والتباينات الحادة لكافة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية . بينما الثاني وهو اللجوء للحكم اللامركزي هو الأرجح سيما في ضوء مطالب أكراد سوريا وسياساتها المتبعة على ارض الواقع ، أما مصير تقسيم سوريا فهو يرجع لحجم التنازلات والمرونة المقدمة من النظام السوري أنياً أو لاحقاً وحجم التفاهمات الروسية _الإيرانية والترتيبات مع الجانب التركي تجاه الأزمة . ناهيك عن حرب الظل الذي تتبعها إسرائيل في أستهداف كل ما هو أيراني على الأراضي السورية بمباركة روسيا وهذا ما دفع الأسرائيليين للأعلان عن عدم نيتهم الوصول لأي تفاهم مع أيران . 

2_ جاء التدخل الروسي بعد الأزمة بعد أتباع جو بايدن نهج غياب الدور القيادي الأمريكي والذي كان مختلف عن سابقه في ولاية ترامب الذي ضغط بأقصى قوة على التوسع الأيراني في الشرق الأوسط . نتج عن هذا ارهاصات عربية انفرادية (الأردن ،الأمارات ) نحو التطبيع مع النظام السوري والحديث عن استعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية والعودة للحاضنة العربية والحديث عن سعي الجزائر للضغط على سوريا للمشاركة في انعقاد مجلس القمة العربية نوفمبر 2022 في الجزائر والتي انقطعت من 3 أعوام . وبحسب رؤية الباحث فأنه أن  النظام السوري لم يقدم أي تنازلات للدول العربية فيما يتعلق بالعملية السياسية الداخلية . 

3_ شكلت الأستدارة الحادة في الموقف والسياسات التركية تجاة الأزمة السورية ،التي كشفت عنها تصريحات الرئيس اردوغان ووزراءه بفترات متفاوته ، أن تركيا في الوقت الراهن تحاول التطبيع مع النظام السوري ، هذه الأستدارة نتاج صراع داخلي تركي يتشكل بضغط المعارضة على الحزب الحاكم لتقليص عدد اللاجئين السوريين في تركيا وأعطاء الأفضلية للمواطن التركي في العمل والعيش بحياة كريمة .