يحيى رباح - النجاح الإخباري - ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية،أن الحكومة الإسرائيلية، ما زالت تخفي الحقائق التي تشير إلى أفعالها وممارساتها المؤكدة بأنها دولة فصل عنصري، وتخفي الحقائق التي تدل على ذلك من وقوع نكبتنا الفلسطينية عام 1948.

هذا الكلام شديد الأهمية، لأن أعراس التطبيع المجاني التي تقيمها إسرائيل مع المطبعين الجدد، المطبعين بالمجان، بلا ثمن سوى أن تتحول شعوبهم إلى مستهلكة نهمة لتجارة الكوكايين الإسرائيلية التي تم الكشف عن أجزاء منها في الفترة الأخيرة، والمخفي أعظم كما يقولون.

إسرائيل التي تحاول أن تقنع نفسها بأنها لم تعد ملاحقة، هي في الحقيقة تخدع نفسها، والدلالات على ذلك كثيرة أولاها أن الشعب الفلسطيني رغم ما يعانيه من ممارسات الآخرين عربا وعجما، ما زال موجودا بكامل الأهلية التي يتمتع بها، وفي المرحلة الأصعب منذ عام 1947 وحتى الآن، منذ صدور قرار التقسيم الذي كانت وراءه بريطانيا العظمى في ذلك الوقت حين فرضت بريطانيا احتلالها لفلسطين لتنفيذ جريمتها الكبرى، هذا الشعب الفلسطيني ما زال موجودا بكامل الأهلية عبر رحلة التحرير الوطني العالمية وكان من أبرز أبطالها،وتحت قراره العظيم (في وطننا باقون ولن نرحل أبدا) إذ إن إسرائيل ما زالت في نقطة الصفر، بل إن إسرائيل ورغما عنها تعود لإثبات أنها ما زالت عند نقطة الصفر، وأبرز مثال على ذلك وجود يائير لبيد على رأس الائتلاف الحاكم،ووجود نفتالي بينيت على رأس الحكومة الإسرائيلية، وهذا الائتلاف شكل حكومته التي دائما على وشك الانهيار بأصوات قليلة من القائمة الموحدة التي تنطق باسم الإسلاميين من عرب إسرائيل، كانت لهم أربعة أو خمسة أصوات في الكنيست ساعدت يائير لبيد على أن يمتلك القدرة على تشكيل هذه الحكومة التي يرأسها نفتالي بينيت، ولكن إسرائيل نفسها ما زالت عند نقطة الصفر رغم الدعم الخارق الذي يأتيها من أميركا، الرئيس جو بايدن يقول إن الحل الوحيد الممكن، هو حل الدولتين، لكنه لم يتقدم خطوة واحدة نحوهذا الحل، وإسرائيل تفهم أن هذا التباطؤ الأميركي معناه الوحيد (يا إسرائيل تقدمي) ولكن إسرائيل ما زالت عند نقطة الصفر، هي تتجاوز قرار التقسيم الذي أنشأها ؟؟ 

الشعب الفلسطيني ما زال موجودا ولن يرحل أبدا، ولن يعطي رايته لأحد، رايته في يده، وهو الأقدر على التعامل مع كل الظروف والمعطيات، وليس هناك أقدر منه على الصمود، وشعبنا يمارس تجارب اختبارات فيكتشف أنه عند حسن الظن به، وأنه الأليق بخوض المعركة، وإذا كان أحد ما في شك مما يقول، فليمعن النظر بدقة، شعبنا  داخل الكيان الإسرائيلي في الجليل والمثلث, والنفير في قمة الاستعداد واللياقة، في المدن المختلفة، في اللد وفي صفد والناصرة، في عكا وحيفا، لا يعرفون إلا بصفتهم الأصلية فلسطينيون وليسوا أي شي آخر، وهل هناك أحد غيرهم يفهم قضيتهم أكثر منهم؟؟ لا،، وألف لا.. وهذا الانتهاك الكبير الذي يغرق فيه يائير لبيد وائتلافه، وبينيت وحكومته هو الدليل الكبير، والذين يحاولون القفز خارج هذا السياق، مصيرهم الفشل.