رامي مهداوي - النجاح الإخباري - حالة الانكسارات واليأس التي تعصف بالشارع الفلسطيني لأسباب كثيرة؛ أفقدتنا البصيرة الجمعية في كيفية زراعة الأمل والعمل على بناء أجيال تستطيع الصمود في مواجهة الرواية الصهيونية التي بدأت تغزو مساحات جديدة في الوعي العالمي من خلال بناء المصالح المتبادلة الذي لا نتقن فعله نحن الفلسطينيين للأسف؛ على الرغم من أننا بأمس الحاجة لمثل هذه التحركات بسبب حالة الضعف التي نعاني منها في ظل مسلسل الخسارات اليومية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.

هل هناك أمل؟ هذا السؤال الذي يدق في عقلي منذ فترة شكّل صداعاً وأرقاً دائماً، إلى أن شاركتُ في اللقاء النهائي لمسابقة المعرفة الوطنية المنفذة من قبل مؤسسة ياسر عرفات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الهادفة الى تقييم وتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية والتاريخ المعاصر للطلاب؛ وأيضاً إلى زيادة الوعي بتفاصيل القضية الفلسطينية وتعزيز الثقافة والهوية الوطنية للأجيال الفلسطينية الصاعدة، من خلال استهداف الصف العاشر في مدارس الوطن.

وتتمحور المسابقة حول أهم الأحداث التي مرت بالقضية الفلسطينية خلال نحو مائة عام من الصراع. وتم اعتماد رواية متحف ياسر عرفات كمرجع أساسي بحيث قام الطلاب المشاركون بزيارات ميدانية للمتحف لتسهيل فهم المعلومة وبقائها بالذاكرة.

الأمل رأيته في الطالبات والطلاب الذين راهن عليهم الختيار أبو عمار بمقولته الدائمة «سيأتي يوم ويرفع فيه شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق كنائس القدس ومآذن القدس وأسوار القدس الشريف»، وهنا مربط الفرس في ترجمة هذه المقولة لفعل عملي في تنشئة أجيالنا بالمعرفة الوطنية والتنمية المدنية والسياسية.

رغم النجاحات الفردية لأبناء شعبنا في كل الميادين، إلا أن الشبل والزهرة  بحاجة لفعل داعم من خلال استراتيجية وطنية لزيادة مشاركة الشباب في السياسة والمجتمع المدني، لا أعرف اذا ما كانت هناك استراتيجية لتطوير مشاركة الشباب؟!

ومع ذلك، على المؤسسات ذات الاختصاص الحكومية والأهلية تنفيذ وتوحيد البرامج والمخططات التي تهدف إلى زيادة المشاركة المدنية للشباب، باتباع مثال تعزيز الخدمة المدنية وإنشاء الخدمة الوطنية الشاملة، وهو أحد الإجراءات المحورية لسياسات الشباب التي على الحكومة خلقها.

من وجهة نظري، يعد المخطط الوطني للخدمة الشاملة إجراءً حكومياً هاماً. إنه مخطط التزام وطني، هدفه تعزيز الشعور بالوحدة الوطنية حول القيم المشتركة من خلال برنامج تعليمي ومدني متعدد التخصصات يبدأ من بداية التعليم الثانوي. والغرض منه هو إعلام الطلاب وزيادة وعيهم بحقوقهم وواجباتهم، ولكن أيضًا لتطوير ثقافة الالتزام لدى الشباب والتطوع.

إشراك الشباب الفلسطيني في الحياة الوطنية من خلال تعزيز الانخراط في كافة المؤسسات ومكونات النظام السياسي الفلسطيني، فإنه يُمكن من تطوير التماسك الاجتماعي والوطني ورفع الوعي بتحديات الدفاع والأمن الوطني، إنها تُمكن جميع الشباب من أن يصبحوا لاعبين كاملين بروح الدفاع، على سبيل المثال من خلال تجربة الحياة العسكرية أو وظائف  الشرطة.

كما أتمنى على الحكومة من خلال المؤسسات الاختصاصية العمل على تعزيز الخدمة المدنية التي تعتبر أداة للالتزام من خلال مخطط الخدمة المدنية هو مخطط تطوعي، مبادئه التأسيسية هي إمكانية الوصول والتنوع الاجتماعي والمصلحة العامة هدفها خلق ثقافة الالتزام، من أجل تمكين كل شاب يرغب في أداء خدمة مدنية من القيام بذلك.

شكراً لكل من قام بهذا الجهد التوعوي من خلال المسابقة التعليمية في مؤسسة ومتحف ياسر عرفات، لأن التعليم والتثقيف الوطني يلعب دوراً مهمًا في تحقيق نوعية حياة جيدة، هذا لأن الثقافة الوطنية والمدنية من الناحية العملية تُمكن الفرد المجهز بالمعرفة أن يكون قادرًا على الاستيعاب وتطبيق المعرفة في الحياة اليومية. في سياق الأطفال، يمكن النظر إلى التعليم على أنه عملية مستمرة لتطورهم، حتى يتمكنوا من ممارسة وتطبيق معارفهم كتحضير للمستقبل.
 للتواصل:
[email protected]  
فيسبوك RamiMehdawi