عايد عويمر - النجاح الإخباري - كدت أن أكفر بفلسطينيتي وأنا أتابع برنامجاً تلفزيونياً يطرح سؤالاً عن سبب عدم دخول الشهيد خليل الوزير فلسطين بعد إتفاقية أوسلو ؟!

مستوى الإجابات يثير الإشمئزاز والإستفزاز والسخرية ليس من شبابنا فقط وإنما من الكل بدءاً من الشارع والفصائل ومؤسسات ثقافية وتعليمية لها ميزانيات وإدارات ووحدات مهمتها العمل على تشكيل وعي طلابنا وأجيالنا، فمعركة الوعي تكتسب أهمية بالغة لحجم إنعكاساتها في تثبيت الرواية الفلسطينية النقيضة لجوهر المشروع الصهيوني القائم أساساً على نفي فلسطين أرضاً ووطناً، شعباً وقضية عادلةً.

عينة الشباب التي ظهرت في البرنامج لا تعكس الصورة الحقيقية للشباب الفلسطيني لكنها تعد مؤشراً خطيراً يستدعي التوقف والإنتباه وعمل مراجعة بناءة لأدوات توعية الشباب وجعل الثقافة الوطنية أولوية في جامعاتنا على وجه الخصوص.

لا خير فينا إن لم نعلّم أولادنا وأبناء جيلنا عن عرفات الرمز والمؤسس والوزير المعلّم وصلاح خلف القائد المفكر، عن يسارية جورج حبش وماجد أبو شرار، عن دلال المغربي وعبقريتها في إقامة جمهوريتها، عن الشقيري المحنك والمسيس، وعبد الرحيم الحاج محمد قائد الثورة الأولى، عن أمينة المفتي وقصة عارها، عن المفتي وقصة مجده، عن فرحان السعدي وقصة شموخه كالطود تحت أعواد المشانق، عن المرأة التي إبتلعها البحر أثناء محاولتها ضم فلذة كبدها في رحلة التهجير، عن إدوارد سعيد وهو يوصي محمود درويش بالمستحيل، عن مجازر الإستكبار المجرم وتواطؤ الأصدقاء وخيانة الأنظمة، عن السلاح المأجور، عن محاولات السيطرة على قرارنا، عن حكايا قهر الفلسطيني في دول تقدس سادة البيت الأبيض أكثر من الله ورسوله.

إن معرفة تاريخنا وأصل صراعنا وحجم المشاريع المشبوهة التي تكالبت علينا، وهؤلاء الأمجاد الذين إرتقوا في معارك الذود عن كياننا ومن كان وفياً لمسيرتهم يعد عاملاً أساسياً في المضي قدماً لبناء مستقبلنا والدفاع عن حاضرنا بالعلم والمعرفة والتعبئة الوطنية التي تشكل ركيزة أساسية في تقوية جبهتنا وإبقاء حالة الصراع والتناقض مع العدو في مستوى مرتفع يضمن جعل إستمرار هذا الإحتلال مكلفاً.

( عذراً يا أول الرصاص، عذرا يا أول الحجارة )