د هاني العقاد - النجاح الإخباري - "اسرائيل" ليست الا نظام عنصري عصابي مجرم تحكمه قوانين العصابات والسامية  والتعالي على العرق البشري مهما كانت جنسيته وخاصة الفلسطينيين اصحاب الارض والتاريخ والدين في فلسطين تلك البقعة التي يزعم اليهود انها ارضهم الموعودة  ,هذا النظام يعمل حسب استراتيجيات العصابات والمافيا واللصوص والسطو والقتل والتهجير والتشريد  وكافة الاساليب القذرة التي يبرروها لأحكام السيطرة على الارض والمقدسات الفلسطينية  واعتبار الانسان الفلسطيني والعربي مجرد مخلوق سخرة الله لخدمة اهوائهم وكبريائهم ونزواتهم الدينية والعنصرية  السوداء التي يشرعونها  في  زمن انتهت فيه العنصرية واندحرت الى مهاوي الردي . 

"اسرائيل" اليوم تستغل الارتماء العربي المذل في الحضن الامريكي والتهافت العربي لإقامة علاقات شرعية مع "اسرائيل" كما وتستغل الغطاء الامريكي الواسع  لتعمل  دون فيتو من احد ولا حتي لوم او اعتراض عربي او غير اوروبي لتنفذ مخطط التصفية للقضية الفلسطينية حسب التوجيهات الامريكية لعملية السلام اختيار الفريق المسؤول عن صياغة الصفقة التي تعتقد انها ستحقق السلام والاستقرار وتنهي الصراع  , لذا فان "اسرائيل"  لا تكترث اذا ما كانت تنتهك حقوق الانسان وكافة القوانين الدولية والقانون الدولي الانساني وقوانين حقوق الانسان وبالتالي فهي امام فرصة توفرها لها الادارة الامريكية الحالية  باستخدام ما يحلو لها من الاساليب المحرمة دوليا لتحقيق اهداف تصفية القضية الفلسطينية وفرض الحل الامريكي بالقوة على كافة الارض الفلسطينية . 

قبل التصعيد الحالي في الضفة وقبل اعدام الشهداء الثلاثة اشرف نعالوة وصالح البرغوتي ومجد مطير مارست "اسرائيل" عبر المستوطنين تحريض خطير يدعو لقتل الرئيس ابو ما زن وهذا بتوجيه مقصود ومخطط من المستوى الامني الاسرائيلي كرسالة لأبو مازن بان من يقف في وجه الحل الامريكي نستطيع  التعامل معه بطريقتنا  . 

التصعيد الحالي جاء بعد العملية البطولية التي نفذت في سلواد بالقرب من مغتصبة "جفعات  اساف " ردا على التحريض الاسرائيلي المفضوح على قتل الرئيس ابو مازن وعلى كل اشكال العربدة الاحتلالية واعدام الشهداء الثلاثة ولعل نتنياهو بصفته وزير الحرب اليوم يريد اعطاء دور للمستوطنين لممارسة حكم في الضفة الغربية وتنفيذ القانون الاحتلالي دون مسائلة دولية جراء ذلك وهذا بات واضحا من حملة التحريض التي قادها المستوطنين ضد الرئيس ابو مازن والاعتداء على بيوت الفلسطينيين ومزارعهم واغلاق الطرق الواصلة بين المدن بالضفة الغربية والجديد ان قادة المستوطنين بالكنيست اليوم يشاركوا جمهور المستوطنين هذا الشكل من الاعتداءات الاجرامية . 

الدليل على ذلك ان   المستوطنون خرجوا للتظاهر في المكان الذي نفذت فيه العملية البطولية محرضين على الرد القاسي على الفلسطينيين ورفعوا ذات الصور التي تم الصاقها على الحواجز العسكرية قبل ايام تطالب بقتل واعدام الرئيس ابو مازن وطالبوا بمنع الفلسطينيين من المرور بشارع رقم 60 الذي يربط بئر السبع بالناصر شمالا ويربط الخليل وبيت لحم والقدس ورام الله وجنين . 

اغلق جيش الاحتلال الاسرائيلي كافة مداخل المدن الفلسطينية وخارجها ونشر مئات الحواجز من جديد ووفروا الحماية  للمستوطنين لينفذوا ما يحلو لهم من عربدة واعتداء على الفلسطينيين وبيوتهم ووصل الى  قلب رام الله والبيرة  وقام باقتحام المباني الرسمية لوكالة وفا واللجنة الاولمبية الدولية ووزارة المالية هذا بالإضافة لحملات تفتيش للبيوت المدنية وارهاب الاطفال والنساء  واحداث خراب متعمد في تلك البيوت والمؤسسات فارضا اغلاق وحصار على رام الله والبيرة امتد فيما بعد لكافة المحافظات الفلسطينية في الشمال والجنوب . 

نتنياهو يسعي لفرض سياسة القبضة الحديدية  على الضفة الغربية  ليرضي المستوطنين وقادتهم وبالتالي تفويضهم لتقويض السلطة الفلسطينية لهذا اصدر قرار بهدم بيوت منفذي العمليات العسكرية خلال 48 ساعة ومصادرة اراضيهم لمنعهم من البناء من جديد وهذا يعني ان اسرائيل مقدمة على عملية عسكرية كبيرة في الضفة قد تصل لاجتياح معظم المحافظات , كما ان نتنياهو اتخذ قرار بشرعنة البور الاستيطانية في الضفة والتي قد تصل الى2000 بؤرة استيطانية  بالإضافة لبناء 82 وحدة استيطانية في مستوطنة عوفرا واقامة منطقتين صناعيتين جديدتين قرب مستوطنتي "أفي حيقيتس "و"بيتار عليت" وكان نتنياهو قد سلح المستوطنين بأكثر من نصف مليون قطعة سلام ابان انتفاضة القدس وما زال المستوطنين يشتروا السلام والذخائر لتحقيق الهدف الذي وضعته حكومة نتنياهو . 

قوات الاحتلال والمستوطنين ينفذوا يعملوا بتكليف مباشر من نتنياهو على تنفيذ سيناريو خطير في الضفة الغربية وهو تقويض السلطة الفلسطينية و ازاحة الرئيس ابو مازن بتحريض مباشر من نتنياهو واعضاء حكومته اليمينية وهذا السيناريو تتقاطع خطواته من متطلبات صفقة القرن  الامريكية مستغلين ما حدث تماما وهو استكمال التقطيع وفصل المحافظات الفلسطينية وضم الكتل الاستيطانية الكبيرة وتشريع الكتل والبؤر الاستيطانية واغلاق البلدات الفلسطينية الكبيرة بمفاتيح يكون بيد قوات الاحتلال الاسرائيلية تفتح فقط حسب شروط القوات او اتفاقات جديدة بين السلطة و"اسرائيل" وما بات مهما ان ندرك ان نتنياهو معني بإطلاق ايدي المستوطنين لممارسة العربدة اليومية  اولا ليكسب ودهم ويوقف احتجاجاتهم ويحوز على اصواتهم الانتخابية ويثبت انه قادر على توفير الامن  بمشاركتهم  مسؤولية حماية ارض احتلتها "اسرائيل", في ذات الوقت يقول  للعالم ان المدنيين اليهود يريدوا ان يعيشوا في امن واستقرار لا يتوفر بسبب تغاضي السلطة الفلسطينية عن منع العمليات العسكرية ضدهم  والسماح بالفوضى على الطرق ومحيط المستوطنات هذا المخطط تماما يعني الاجهاز على السلطة الفلسطينية وتقويض سلطتها وتقديم نفوذها واضعاف قواها ومؤسساتها التي باتت ترتقي لمؤسسات الدولة وابقاء محافظات الضفة ليس اكثر من كانتونات تخضع لنظام حكم ذاتي  كولوينالي تحت سيطرة امنية "اسرائيلية" لضمان حرية  الاقامة والحركة والسفر للمستوطنين  فقط دون غيرة , هذا يعني ضم كامل للمستوطنات في الضفة الغربية للكيان الاسرائيلي . 
[email protected]