محمد علي طه - النجاح الإخباري - هي فتاة صغيرة من قرية صغيرة ومن شعب صغير وعظيم ملأت الدّنيا وشغلت النّاس!

هي فتاة شقراء على كتفيها ملاكان، وفي عينيها إصرار الأنبياء، وعلى وجنتيها شقائق النّعمان، وفي فيها زعتر فلسطينيّ، وفي قلبها جلنّار، وهي في عمر حفيدتي الصّغيرة بل هي حفيدتي الصّغيرة التي تحبّ العصافير ولا تخاف سيّارات الجنود وغازهم، وتهوى الفراشات ولا تخشى العساكر!

هي فتاة صغيرة من النّبيّ صالح، التقاء الأرض بالسّماء. هي فلسطين. هي الحرّيّة. اسمها عهد التّميميّ. جان دارك فلسطين التي ستهزم الاحتلال. ألا يحقّ لي أن أفخر وأقول: أنا من النّبيّ صالح، من بني تميم، من القرية الصّغيرة التي حملت البنت عهد بيوتها وأشجارها وصخورها وحبقها وطافت بها في العالم. أنا من أيقونة فلسطين، النّبيّ صالح، وهل هناك أحد في الدّنيا لم يسمع بالنّبيّ صالح؟

النّبيّ صالح وعهد التّميميّ وشعب فلسطين ثلاثة توائم في رحم واحد، والحريّة رابعهم.

عهد التّميميّ فتاة صغيرة ما حملت سكّينًا ولا رصاصةً ولا مسمارًا ولا مفكًّا ولا زجاجة حارقة، ولكنّها تعشق الحريّة وتكره الاحتلال وتقاوم جيش دولة عظمى براحتها التي تشبه راحة يمامة.

عينا عهد تحتقران الاحتلال.

هيامها بالحريّة يحمل النّبيّ صالح إلى قبّة الصّخرة ويعرج بها إلى السّماء.

دارها قِبلة الصّبايا والشّبّان.

بورك أبوكِ الفلّاح الفلسطينيّ الذي يزرع مقاومة وبوركت أمّكِ التي ولدت قمرًا فلسطينيًّا.

أنت يا صغيرتي صوت الدّيك في الفجر بل أنت آذان الفجر من مسجد النّبيّ صالح ينادي: حيَّ على الحرية! اصحوا يا نيام!

ما أعظمك وما أكبرك يا صغيرتي، وما أصغر الاحتلال الذي يحاول أن يسرق طفولتك وشبابك.

زائل لا محالة الاحتلال، وأنت باقية، والنّبي صالح باقية، والفجر قريب قريب، وسوف نرشّ عبير البرتقال وأريج الزّعتر ومسك الغزال على قدميك الصّغيرتين مثل قدمي يمامة النّبي صالح.