عصام جابر - النجاح الإخباري -
منذ اواخر القرن الماضي ، وامريكا تسيطر على النظام الدولي وتتحكم به بكل وسائل القهر والاذلال والتجبر، ضاربة مبادئ القانون الدولي واركانه بعرض الحائط، وذلك حينما ذهبت تتصرف بعقلية الكاوبوي الامريكي واخذت تتاجر بكل الاعراف الانسانية لخدمة مصالحها، وهي بذلك وجدت ان ممارساتها غير المعقولة حاضرة على الساحة الدولية، وان قدرتها على حماية توجهاتها رغم علمها بارتفاع تكلفتها هو الاسلوب الوحيد التي يجب ان تستمر فيه حتى لو كان ذلك على حساب سمعتها الدولية، ففي ايام بوش الابن حينما طرح سؤالاً مليء بالاستغباء (لماذا يكرهوننا)؟ سمع الف جواب الا انه اغلق جميع الابواب وأصم الآذان متظاهرا ان أحداً لم يجيب على هذا السؤال، وبعدها استمر بالتخيل  ان من يكره امريكا غير عاقل، حيث استمر به التفكير بأن (من لم يكن معنا فهو ضدنا)، واستمر هذا الاعتقاد بمخيلة الادارات الامريكية المتعاقبة حتى وصل بها الحال الى التخلي عن المثل والقيم التي قامت عليها الثورة الامريكية والتي عملت مبادئها على الكثير من التحولات في المجتمع الدولي، أما الان فقد تلطخت هذه الصورة نتيجة التصرفات الامريكية الرعناء، حيث بدأ يشيخ المشروع الامريكي واخذ بالتراجع لدرجة سقوط الولايات المتحدة الامريكية من على قمة العالم، ولعل سبب ذلك بروز قوى دولية تحدت امريكا ووقفت لها موقف الند.
فالى جانب التحديات التي تفرضها قضية كوريا الشمالية والايرانية والعراقية واخيرا وليس آخرا القضية الفلسطينية حيث زيادة قوة والنفوذ الاوروبي الى جانب القوة الامريكية، وهنا يجب ان نشير الى الكثير من الدول التي كانت محسوبة على الفلك الامريكي أصبحت تتحرك خارج هذا الفلك.
وبذلك على امريكا ان تنهي تخيلها الذي كانت وما زالت تعيش فيه والخروج من هذا الفهم الخاطيء في قدرتها على المحافظة على رأس النظام الدولي، وكفاها توهم بأنها تستطيع ان تقود دول العالم كقطيع من الاغنام الذي يقوده رجل الكاوبوي.