وكالات - النجاح الإخباري - بعد الإعلان عن مشروع استراتيجي مشترك بين كل من سوريا والعراق وإيران من خلال ربط الدول بسكك حديدية من أجل تعزيز الترابط وتحفيز ودعم الاقتصاد والصناعة بين الدول الثلاث كان لافتا غياب لبنان عن هذا المشروع.

ليس من منطلق إسقاطه سهوا بل بسبب غياب البنية التحتية المرتبطة بسكك الحديد والتي تم تدميرها بشكل كامل خلال الحرب الأهلية اللبنانية بعدما تم إنشاؤها خلال خلال القرن الماضي من قبل البريطانيين والفرنسيين إبان حكمهم للمنطقة.

بعد أفول الحرب استغنى لبنان عن خدمات سكك الحديد وهو بالتالي البلد الوحيد في العالم الذي اعتبر هذا المرفق عبء كبير على الدولة، وبالتالي لم تقم الدولة بتحديثه وتمويله بالرغم من تواجد مؤسسة رسمية باسمه عاملة حتى هذا اليوم ولديها ميزانية وموظفون رسميون يعملون فيها.

امتاز لبنان بامتلاكه خطوطا استراتيجية مهمة تربط دول الشام وفلسطين وقد اهتم الاستعمار الفرنسي والبريطاني بهذه السكك الحديدية نظرا لأهميتها اللوجستية. وكان خط حيفا-الناقورة- صيدا —بيروت —جبيل-طرابلس وصولا إلى داخل الأراضي السورية من أهم الخطوط الذي استخدم لغايات عسكرية واقتصادية من قبل القوات الفرنسية والبريطانية.

ومع احتلال فلسطين عام 1948، أغلقت السلطات اللبنانية الخط الرابط بين البلدين عند منطقة البياضة والتي كانت تتميز بوجود نفق متميز يربط البلدين تم إنشاؤه من قبل البريطانيين بين العامين 1942 و1944 في ذروة الحرب العالمية الثانية لأغراض عسكرية.

وكان القطار، في جزئه اللبناني، يقوم بنقل جنود الحلفاء وإمداداتهم في منطقة البياضة حيث تم بناء النفق الذي يخترق الجبل الصخري الأبيض وهو من أكبر الأنفاق في لبنان ويحتوي على ألواح الحديد والخشب وحوائط الدعم المستحدثة لصد أمواج البحر.

وبحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية يملك لبنان داخله باتجاه فلسطين، ما بين 40 إلى 45 مترا تقع ضمن الأراضي المتحفظ عليها لبنانيا.