النجاح الإخباري - تناولت الصحف اللبنانية، الصادرة اليوم الأربعاء، عن مسألة الاعتراف الأميركي المزمع من قبل الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال بكثير من القلق والترقب.

لعل أبرز ما نشر اليوم في الصحافة اللبنانية هو العنوان اللافت في الصفحة الأولى من جريدة الديلي ستار الناطقة باللغة الانكليزية والتي ردت فيها على نية ترامب بالنسبة للقدس وخاطبته: "بدون اساءة سيد ترامب، القدس هي عاصمة فلسطين".

من جهته، حذر نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي في افتتاحيته في جريدة الشرق، كلاً من واشنطن وتل أبيب من اللعب بنار القدس، لأنه فعلاً يتعذّر تقدير المدى الذي ستبلغه ردود الفعل العربية والإسلامية، الرسمية والشعبية، على هكذا لعب ستكون تداعياته أكبر مما يتصوّرون.

وأضاف، "قد يظن البعض أنّ موضوع القدس في مرحلة الأوضاع العربية الصعبة، والتفتت الحاصل يمكن أن تحقق فيه إسرائيل أهدافها، باعتبار أنّ حرباً أهلية في سوريا أكلت الأخضر واليابس، والحروب في العراق وفي اليمن وفي ليبيا... ولكن هذا الظن ليس في محله. إنّ مسألة القدس مثل كرة الثلج تبدأ صغيرة ويتعذّر تقدير أبعادها وحجمها، فكم بالحري إن كانت كبيرة في منطلقها."

اما صحيفة اللواء فقالت: إنه مُنذ انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة قبل شهر وعام من الآن، حيّر العالم من المواقف والقرارات التي يمكن أنْ يتّخذها، وبرز ذلك بشكل واضح بعد تسلّمه مقاليد الحكم، حيث أربك العالم بقراراته داخل الولايات المتحدة وخارجها، ونفّذ الكثير من التعهّدات التي كان قد أطلقها خلال الحملة الانتخابية، لكن بقي بعضها مؤجّلاً بانتظار مناسبات ملائمة، وبين هذه القرارات وعده الانتخابي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

وتابعت الصحيفة: "إن كان قد وقّع خلال شهر حزيران الماضي، قرار تأجيل النقل، وهو ما درج علية الرؤساء الأميركيون بتأجيله لستة أشهر، منذ أنْ أصدر الكونغرس الأميركي قانوناً في العام 1995، لكن في الأيام الماضية كثر الحديث عن أنّ ترامب سيمتنع عن توقيع قرار تأجيل نقل السفارة، بل ذكر أنّه بصدد الاعتراف بالقدس عاصمة موحّدة لـ"إسرائيل"، وهو ما حُدِّدَ اليوم (الأربعاء) موعداً له."

ورأت أنه بات واضحاً أنّ الرئيس الأميركي الـ45، وبعدما أنهى عامه الأوّل بترتيب إدارته، بدأ العمل جاهداً على تحقيق صفقات، وإيجاد تسويات بشأن ما يخطّط له في خريطة العالم، وفي مقدّمة هذه الملفات الصراع العربي - الإسرائيلي، الذي شكّل هاجساً وحلماً للرئيس ترامب بإيجاد حلّ له. لكن ثبت انحيازه لصالح الكيان الإسرائيلي، و"ابتزازه" للجانب الفلسطيني والعربي والإسلامي، في ضوء ضبابية الرؤية إلى ما يمكن أنْ يتّخذه من قرارات تنطلق من عصبيته وتوتّره الزائدين.

اما صحيفتي الجمهورية والمستقبل فتناولتا ردود الفعل العربية والدولية على النية الاميركية بالاعتراف الامريكي.

من جهتها، رأت صحيفة الديار، أنه اذا قامت أميركا بالاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، فمن الذي يستطيع الطلب من الولايات المتحدة النأي بالنفس عن هذا القرار لأنه سيكون زلزالا في الدول العربية والإسلامية، خاصة في لبنان، في ظل وجود نصف مليون لاجئ فلسطيني ومليون ونصف لاجئ سوري، إضافة الى الطوائف الإسلامية الشيعية والسنية في لبنان، وعندها كيف سيكون النأي بالنفس، هل سيقبل أي مسلم لبناني بوجود مصالح أميركية فيما الولايات المتحدة تقرر، إضافة الى أن وعد بلفور أدى الى اغتصاب فلسطين، والانتداب البريطاني طرد الفلسطينيين وشرّدهم من ارضهم وسلم الصهيونية فلسطين، واميركا تزوّد إسرائيل بكافة الأسلحة لتبقى اكبر قوة عسكرية تواجه كل القوى العربية مجتمعة".

بدورها، قالت صحيفة الأخبار: "لم يكن دونالد ترامب الحرّ الذي يفي بوعده. هكذا على الأقل تقول سيرته في عالم الأعمال والتجارة. قد تكون خطوته، إعلان القدس "عاصمة لإسرائيل" أو نقل سفارة بلاده إليها، مناورة أولى متّفقاً عليها لبدء سقف مرتفع للمفاوضات لتحصيل أكبر قدر من التنازلات، وربما تكون خطوة استفزازية حقيقية... لكن القدر المتيقّن منه هو أن ترامب عاقل إلى حدّ الجنون، ويمكن أن يفعلها."