وكالات - النجاح الإخباري - تضخم نفوذ كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان ومنتخب فرنسا، بقوة، على مدار العامين الأخيرين.

انضم مبابي إلى صفوف بي إس جي في صيف 2017، لاعبا شابا أقل من 20 عاما قادما من موناكو، ولكن بصفقة ضخمة بلغت قيمتها 180 مليون يورو.

إلا أن كيليان توهج سريعا، وساهم بعد عام واحد من وصوله إلى حديقة الأمراء، في تتويج منتخب فرنسا بكأس العالم 2018 في روسيا.

بعدها حافظ مبابي على بريقه، كاسرا الأرقام القياسية، ووصل للهداف التاريخي لسان جيرمان، وهداف كأس العالم الأخيرة في قطر 2022، لكنه لم يحقق الحلم الأكبر سواء التتويج بدوري أبطال أوروبا أو الفوز بجائزة الكرة الذهبية.

تحول كيليان مبابي تدريجيا إلى أهم شخصية رياضية في فرنسا، زادت شعبيته، ووصل نفوذه ليحمل شارة قيادة بي إس جي ومنتخب فرنسا، ليتجاوز زملاء أكبر منه سنا مثل نيمار وميسي وسيرجيو راموس أو أنطوان جريزمان ورابيو وأوليفيه جيرو الهداف التاريخي لمنتخب الديوك.

لم يقتصر نفوذ مبابي على حدود زملائه فقط، بل وصل مداه إلى أكبر المسؤولين، ورضخ له الكثيرون، حيث اضطر إيمانويل ماكرون رئيس جمهورية فرنسا للتدخل بشكل مباشر في إقناع النجم الباريسي بتجديد عقده حتى صيف 2025 وغض النظر عن الانتقال إلى ريال مدريد، صيف العام الماضي.

ولم يجد مبابي حرجا في إقحام الرئيس الفرنسي بهذا الملف الشائك، مؤكدا في أكثر من مقابلة صحفية أن ماكرون تدخل بشكل مباشر في تجديد عقده، وهو أمر لم ينفه الرئيس الفرنسي بداعي أن "كيليان ثروة قومية ونموذج للشباب في بلاده".

كما كسب كيليان مبابي (24 عاما) أكثر من جولة ضد نويل لو جريه رئيس اتحاد الكرة الفرنسي السابق، الأولى برفض اللاعب المشاركة في حملات ترويجية لرعاة اتحاد الكرة في بلاده، ليرضخ رئيس الاتحاد الفرنسي بالجلوس مع كيليان وزملائه لحل هذه الأزمة بوضع اتفاقات جديدة على استغلال حقوق الصورة.

أما الجولة الثانية، فقد كان مبابي أول المنتفضين للدفاع بكلمات حادة ضد ما قال لو جريه بحق زين الدين زيدان، تلك الأزمة التي انتهت باعتذار رئيس الاتحاد ثم استقالته من منصبه منذ أسابيع قليلة.

ومؤخرا، لم يجد نجم باريس سان جيرمان حرجا من انتقاد إدارة ناديه بشكل علني بسبب نشر مقطع ترويجي له للدعاية لبيع تذاكر الفريق في الموسم الجديد دون الاتفاق معه.

قال مبابي "بي إس جي ناد كبير، ولكنه ليس كيليان سان جيرمان"، ووصلت تلك الرسالة سريعا لمسامع ناصر الخليفي رئيس النادي، ليتم حذف الفيديو من القناة الرسمية للنادي على موقع يوتيوب.

تعامل كيليان مبابي بأنف مرفوع مع الجميع في فرنسا، لكن نجا من نفوذه شخصيات أخرى بارزة خارج حدود بلاده.

ولعل أبرز هذه الشخصيات، فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، الذي دفع مبابي للتخلي عن التعامل بزهو وكبرياء، عندما أصدر اللاعب بيانا للاعتذار للنادي الملكي ورئيسه على عدم إتمام الاتفاق على الانضمام لصفوف الفريق في صيف 2022، بعد ساعات قليلة من إعلان تجديد عقده مع سان جيرمان.

كان بيريز الشخصية البارزة الوحيدة الذي نجا من نفوذ كيليان مبابي في العامين الماضيين، ليهزم قائد السفينة المدريدية 3 رؤوساء آخرون، ماكرون ولو جريه والخليفي.