شبكة النجاح الإعلامية - منال الزعبي - النجاح الإخباري - الإعداد والاستعداد هو نهج جامعة النجاح الوطنية لذا أفردت مؤتمرًا يبحث مستقبل التعليم إثر ما مر به من ظروف فرضها فيروس كوفيد19، حيث عقدت المؤتمر الدولي الثالث للتعلم والتعليم في العالم الرقمي والذي حمل عنوان "مستقبل التعليم ما بعد الجائحة".

و عقد المؤتمر بشكل وجاهي وإلكتروني بتنظيم  من مركز التعلم الإلكتروني في الجامعة، بحضور شخصيات أكاديمية ووطنية بارزة.

 وفي كلمة له قال الدكتور رامي الحمد الله،  نائب رئيس مجلس أمناء جامعة النجاح الوطنية: "إن المؤسسات التعليمية تباينت في مدى استجابتها لتحديات الجائحة وجاهزيتها لخوض عهد آخر من التعليم، وكانت جامعة النجاح الوطنية سباقة بهذا المجال، حيث أنشأت منذ عقود مركز التعليم الإلكتروني، والذي مهّد للتعليم المدمج، واضطلع بمهات تدريب وتأهيل الكوادر البشرية، وتطوير الأدوات والتقنيات لإدماج التعليم الرقمي، ما جعل التعلم عن بعد إبان الجائحة فعالًا وسريعًا، حيث طوعت الجامعة بنيتها التكنولوجية، وكوادرها البشريَّة؛ لتطلق منصات إلكترونية، وتفرد محتوىً تعليميًّا ألكترونيًّا مجانيًّا ليس أمام طلبتها فحسب، بل أمام جمهور الجامعات الأخرى في فلسطين وخارجها".

وأكّد أ.د. عبد الناصر زيد رئيس الجامعة حرص جامعة النجاح على مواكبة المستجدات كافة في التعليم، والاستجابة لمتطلبات تحديات الواقع الرقمي، من خلال تطوير البنية التحتية، وتأهيل الطلبة والعاملين، وأشار إلى أنّ هذا المؤتمر جاء للإسهام في الارتقاء بالتعليم في الجامعات الفلسطينية، من خلال مناقشة أحدث الدراسات والتجارب في مجال توظيف التكنولوجيا في التعليم والتعلم محليًّا وعالميًّا.

وأعلن أ.د. زيد في كلمته عن حصول جامعة النجاح الوطنية على المركز الأول فلسطينياً، والمركز السابع عربياً، وضمن أفضل 200 جامعة عالمياً في تصنيف التايمز للتأثير المجتمعي، الذي يُعنى بأهداف التنمية المستدامة، وأهم محاوره جودة التعليم والتعلم.

بدورها أكّدت د. سائدة عفونة، رئيس المؤتمر ومساعدة الرئيس لشؤون الرقمنة والتّعلم الإلكتروني أن مركز التعلم الإلكتروني أطلق المؤتمر الدولي الثالث للتعلم والتعليم في العالم الرقمي والذي يعقد كل سنتين إذ يستغرق تحضيره عاما كاملًا، موضحة أنَّ مخرجات المؤتمر هي فاتحة التحضيرات للمؤتمر الذي يليه تبعًا للمستجدات التكنولوجية والتربوية إذ يتم الانتقال لمحاور الأبحاث حسب التوصيات.

وأضافت أن مركز التعليم الإلكتروني هدف بعد الجائحة لبحث محور "مستقبل التعليم ما بعد الجائحة"، في ظل ما أحدثته من تغيرات كبيرة.

ولفتت عفونة إلى أن الباحثين المشاركين استعرضوا طرق توظيف التكنولوجيا، وتطرقوا إلى ضرورة التركيز على الجوانب العاطفي والتربوي والإنساني، كما كان هناك عرض لسياسات الوزارات المختلفة بما يتعلق بالعملية التعليمية.

وأضافت أنه تم التركيز على دور جامعة النجاح في التعلم الإلكتروني والتخطيط لمستقبل التعليم الإلكتروني، لافتة إلى أهمية المشاركات الأجنبية التي طرحت خبرات بلادها للاستفادة منها حيث شارك متحدث دولي في الجلسة الافتتاحية وهو رئيس جامعة إسبانية تحدث عن ضرورة التركيز على الجانب التربوي وليس فقط التكنولوجي.

وقالت عفونة إنّ هذا المؤتمر بالغ الأهمية شهد مشاركة واسعة من مدراء ومعلمي ومعلمات تربية نابلس وجنوبها والوزارات المختلفة والقطاعين العام والخاص والشركات، لأنه يمس واقعًا نعيشه ويؤثر في صميم العمليّة التعليمية.

ورأى د. سهيل صالحة المحاضر في كلية العلوم التربوية في جامعة النجاح الوطنية، وأحد القائمين على المؤتمر، إن هذا المؤتمر يشكل محطة فارقة في تاريخ التربية في فلسطين نظرًا لزمن عقده إثر جائحة كورونا التي غيرت مناحي وطرق التعليم.

 وقال صالحة: "الجامعة تنظر للمستقبل وللتعلم الإلكتروني كخيار استراتيجي، ويأتي المؤتمر لتعزيز توجه جامعة النجاح نحو التعلم والتعليم، حيث اشتمل المؤتمر على أوراق علمية قيمة ناقشت العديد من المحاور المتعلقة بالتعليم الإلكتروني، في محاولة لخلق مسار جديد في التعلم الإلكتروني في جامعة النجاح خاصة، وفي فلسطين بشكل عام".

وأضاف أنَّ هذا المؤتمر يختلف عن سابقَيه بتوقيته وموضوعه الواقعي الذي يعكس نظرة جديدة عن التعليم وأساليب التدريس ومناحي التعلم.

وقال: "إنَّ التفكير في حياة يصبح التعلم الإلكتروني جزءًا أساسيا منها هذا ما يميز المؤتمر عن غيره".

وتوقع صالحة أن يتم توجيه المسؤولين في التربية والتعليم حول سياسات التعلم الإلكتروني، فلم يعد التعلم الإلكتروني فقط طريقة تعليم، إنما أصبح يحتاج إلى سياسة تنظم عمله وبرامجه، كما توقع أن يجيب المؤتمر عن تساؤل "كيف يصبح التعلم الإلكتروني جزءًا أساسيًا من التعليم الجامعي

وكيف يمكن لتوصيات المؤتمر أن تحسن واقع التعلم الإلكتروني سواء على صعيد قطاع التعليم العالي أو العام.

وأكّد على أهمية المؤتمر رئيس اللجنة الفنية وعضو اللجنة العلمية في المؤتمر د. زهير ناجي خليف المحاضر في كلية العلوم التربوية في جامعة النجاح بقوله: "إن أهمية هذا المؤتمر تأتي في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن مرحلة ما بعد كورونا والتعلم الإلكتروني بعد إجماع عالمي على أن التعلم ما قبل الجائحة لن يكون كما بعدها، وقد شهدت الجامعات والمؤسسات التعليمية حالة من الإقبال على التعلم الإلكتروني كمكمل للتعليم الوجاهي وبديل عنه في حالات الطوارئ، إذ يسهل عملية الاتصال والتواصل مع الطلاب، إلا أنه واجه معيقات كثيرة هي قيد الدراسة والتمحيص حاليًّا، من حيث تهئية الكوادر التدريسية لأدوات هذا النمط التعليمي الجديد؛ ليتسنى الجمع بين التعلم الوجاهي والتعلم الإلكتروني في أسلوب مدمج يفيد الطلبة ويكون لصالحهم".

وأوضح أن أهمية المؤتمر تتضاعف بمشاركات عالمية، بالإضافة الى التجارب المحلية لتعزيز الاستفادة من خبرات الآخرين وتعاطيهم مع الأزمة واستعراض السبل التي اتبعوها كبديل للتعليم إبان الجائحة.

وشاركت في المؤتمر مجموعة من الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا والأدوات الداعمة للتعليم الإلكتروني من خلال معرض نظمته لجان المؤتمر.