وكالات - النجاح الإخباري - كشفت مجلة The Nation الأمريكية أن المعلومات حول "العلاقة" بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وروسيا وصلت إلى الإعلام الأمريكي من خلال شركة استشارية مولتها حملة هيلاري كلينتون.

وفي مقال نشره في The Nation حدد الكاتب باري ماير التسلسل الزمني لنشاط شرطة Fusion GPS، التي زودت الصحفيين "الموالين" بمعلومات تفيد بأن خوادم الكمبيوتر التابعة لبنك روسي كبير استخدمت "للاتصال السري" مع "مؤسسة ترامب".

وفقا للوثائق، فقد أصر ممثلو Fusion GPS على أن خوادم البنك الروسي ومؤسسة ترامب تبادلا "إشارات"، لكنهم لم يتمكنوا من تقديم دليل على أن تلك "الإشارات" كانت ذات طابع خبيث، أو أنها لم تكن من قبيل رسائل السبام التسويقية أو "الضجيج الأبيض".

وحسب ماير، فإن Fusion GPS تعاقد معها مقر حملة كلينتون عام 2016، وتولى الاتصالات مع الشركة مايكل ساسمان المحامي المتخصص في شؤون الأمن السيبراني والذي روج بنشاط للمعلومات حول وجود الشكوك بشأن ترامب بين الصحفيين والمسؤولين الأمريكيين.

وذكرت المجلة، أن أحد المسؤولين الذين اتصل بهم ساسمان بشأن الاتهامات للرئيس الأمريكي السابق بـ"علاقات" مع موسكو، كان المستشار العام لمكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس بيكر. ويظهر ساسمان الآن في تحقيق المستشار الخاص جون دارهم المكلف البحث في أصل ظهور "ملف ترامب – روسيا".

وحسب ماير، فإن دارهم اتهم ساسمان أثناء التحقيق معه بالإدلاء ببيان كاذب خلال اجتماعه مع بيكر، حيث قال لبيكر إنه لا يمثل أي جهة. ومع ذلك، وفقا لدارهم، فإن سجلات بيركنز كوي، مالك شركة Perkins Coie، أظهرت أن ساسمان كان يرسل فاتورات ساعات عمله لموظفي حملة هيلاري كلينتون، بيد أن ساسمان نفسه لم يعترف بذنب الخداع.

وتنشر ماير مقتطفات من المراسلات بين مؤسسي الشركة، وهم مراسلون سابقون في "وول ستريت جورنال"، وبين صحافيين من "رويترز"، و"نيويورك تايمز"، و"نيويوركر"، وكذلك "أي بي سي" و"واشنطن بوست".

واضطرت "واشنطن بوست" إلى حذف أجزاء كبيرة من مقالتين نشرتهما بناء على المعلومات التي قدمها ضابط الاستخبارات البريطانية السابق، كريستوفر ستيل، الذي جمع ملفا يتضمن "أدلة" ضد ترامب، كما نشرت ملاحظات للمحرر تفيد بأن الصحيفة لم تعد قادرة على تأكيد دقة المعلومات الواردة هناك. كما عدلت الصحيفة العديد من المقالات الأخرى المتعلقة بالملف.

واعتبر ماير أن بسبب انتشار المعلومات غير المؤكدة على هذا النطاق الواسع، ألحقت وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية ضررا كبيرا بسمعتها.