غزة - النجاح الإخباري -  أحيت كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية بغزة بالتعاون مع المجلس العام لعائلات خان يونس اليوم، الذكرى أل65 لمجزرة خان يونس التي ارتكبتها قوات الاحتلال بدم بارد بحق أبناء شعبنا الفلسطيني البطل.

وأكد المشاركون في الاحتفال الذي أقيم بحرم الكلية -فرع خان يونس على أن ذكرى مجزرة خان يونس تدعونا لتجديد العزم على مواصلة طريق المقاومة بكل الوسائل والأساليب لدحر الاحتلال عن أرضنا التي احتلها باستباحة دماء الآباء والأجداد، مجددين التفافهم حول القيادة الحكيمة لشعبنا وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس.

وشارك في الاحتفال السيد مأمون سويدان المحافظ في ديوان الرئاسة، والاستاذ ناهض صليح رئيساً لمجلس عائلات محافظة خان يونس، ود. علاء الدين البطة رئيس بلدية خان يونس، و د. عبد القادر إبراهيم حماد رئيس مجلس أمناء الكلية، والدكتور أكرم شعث المدير الأكاديمي بالكلية، والأستاذ محمود جابر المدير الإداري بالكلية وحشد من وجهاء وشخصيات محافظة خان يونس، وممثلو القوى الوطنية والإسلامية والمدعوين.

وقال السيد سويدان أن هذه المذبحة البشعة التي ارتكبت في خان يونس والتي استمرت عدة أيام، هي واحدة من أكبر المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأشار الى أن قوات الاحتلال ارتكبت المذبحة بعد قرار الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس في العام 1956، شنت بريطانيا وفرنسا ودولة الاحتلال الإسرائيلي هجوماً من ثلاث جهات ضد مصر وقطاع غزة، وبدأ الهجوم بضربة إسرائيلية على مواقع مصرية في شبه جزيرة سيناء منوهاً الى أنه ردًا على المقاومة التي أبداها سكان خان يونس بقطاع غزة قصف الجيش الإسرائيلي المدينة بسلاح المدفعية، مما أدى إلى خسائر فادحة في أرواح المدنيين قبل أن يقوم بارتكاب مذبحته البشعة التي راح ضحيتها المئات من أبناء شعبنا.

وأعرب السيد سويدان عن استغرابه لعدم تقديم مرتكبي هذه المجزرة وغيرها إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم ومعاقبتهم على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق أبناء شعبنا وذلك بالرغم من بشاعة هذه المجزرة.

ودعا الى مضاعفة الجهود لتوثيق الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا والعمل على مقاضاة الاحتلال أمام المحاكم الدولية وذات العلاقة على مجازة السابقة والحالية لإدانته وفضحه لاسيما بأن قوات الاحتلال تواصل ارتكابها للعديد من المجازر بحق أبناء شعبنا وهذا يبرهن على حقدهم وإرهابهم الأعمى والمستمر.

وأكد على أن التضحية والفداء والعطاء والشهداء والمعاناة والرباط كلها وغيرها مقرونة بشعبنا البطل في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا مذكرا بأن مدينة خانيونس هي مدينة العلماء والشهداء، ومن المدن التي ارتقي على أرضها في 1956 أكثر من خمسمائة شهيد في يوم واحد.

من جهته، اعتبر د. شعث أن مذبحة خان يونس ليس كباقي المذابح التي ارتكبها جنود الاحتلال بحق أبناء شعبنا مشيراً الى أن المذبحة امتدت لعدة أيام حيث مارست جرائمها في مختلف أنحاء خان يونس سواء في المدينة أو المخيم أو المنطقة الشرقية أو القرارة أو المواصي وغير ذلك من مناطق خان يونس.

ورأى أن مجزرة خان يونس تعد من أعنف المجازر التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا اذ لم يخلو بيت من الشهداء والجرحى مستطرداً أن أهالي الشهداء دفنوا جثث شهدائهم بعد مرور عدة أيام، حيث كانت الجثث ملقاة في الشوارع والأزقة والبيوت.

وذكر السيد صليح بأن المجزرة بدأت صباح الثالث من نوفمبر 1956بمكبرات الصوت من على مركبات الاحتلال العسكرية وطائراتهم الحربية تنادي بخروج جميع الشبان والرجال من سن 16 عاماً وحتى سن الخمسين وقامت باقتيادهم إلى الجدران ثُم أطلقت عليهم النيران دفعة واحدة من أسلحة رشاشة سقط على أثرها مئات القتلى في يوم واحد.

وقد تواصلت هذه المجزرة حتى الثاني عشر من شهر نوفمبر 1956 حيث واصلت قوات الاحتلال مجازرها بحق المدنيين من خانيونس ومخيمها وقراها وقوات الجيش المصري الذي كان يدافع عن المدينة موقعه المئات بل الآلاف من الشهداء والجرحى.

وشدد صليح على أنه رغم هذه المجزرة الرهيبة فقد ازداد شعبنا تمسكاً بأرضه وبحقوقه المشروعة في وطنه، ولا يزال أبناء شعبنا يذكرون ويحيون ذكرى المجزرة لتكون نبراساً للأجيال القادمة لأننا شعب لا ينسى شهداءه فإذا مات الكبار فإن الصغار يواصلون المسير ويحيون ذكرى شهدائهم وليس كما قالت جولدا مائير رئيسة وزراء العدو الأسبق عندما سئلت عن قضية فلسطين فقالت يموت الكبار وينسى الصغار ولن تعدو ثمة مشكلة.

وخلال كلمته أكد د. البطة على أن شعبنا الفلسطيني لا يمكن أن ينسى بشاعة المذبحة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق سكان محافظة خان يونس في الثالث من نوفمبر لعام 1956م حيث اقتادت الشباب والأطفال وكبار السن وأعدمتهم بدم بارد على جدران القلعة وفي الساحات العامة، لافتًا إلى أن المذبحة قد أُرتكبت بحق المدنيين العزل في ظل الصمت الدولي المطبق الذي لم يحرك ساكنًا أمام عنجهية المحتل الغاصب.

وشدد على أن شعبنا يحيي ذكرى المذبحة ليؤكد للعالم أجمع أننا لا يمكن أن ننسى تلك المجازر التي اقترفتها القوات الصهيونية للنيل من عزيمة شعبنا وكسر إرادته التي لن تلين بإذن الله، مثمنًا الدور الوطني الهام للفصائل والقيادة الفلسطينية التي تلاحمت وتضافرت وعززت من حالة الصمود الفلسطيني، داعيًا إلى تقديم مرتكبي المذبحة من قادة العدو الصهيوني إلى المحاكم الدولية على جريمتهم النكراء التي لا تزال شواهدها باقية في العقل والوجدان الفلسطيني.

وتخلل الاحتفال الذي بدأ بايات من الذكر الحكيم والسلام الوطني عرضاً مرئياً لشهادات العديد من أبناء خان يونس ممن نجوا من المذبحة.