حمادة فراعنة - النجاح الإخباري - حتى الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي لم يحتمل المشهد المأساوي لالاف الغزيين وهم يتزاحمون للوصول إلى شباك طلبات العمل لدى المستعمرة في مناطق 48.

كتبت صحيفة هآرتس يوم 7/10/2021 ما يلي:

«الصورة التي نشرت للغزيين المحتشدين أمام الغرفة التجارية لتقديم طلبات الحصول على تصاريح العمل، يجب أن تُطارد كل إسرائيلي عند ذهابه ومجيئه، يجب أن تقض مضاجعه، وتعذب ضميره، وتقلق راحته، الحشد الكبير من الأشخاص، محشورين أمام مبنى الغرفة التجارية في مخيم جباليا للاجئين في غزة، في محاولة يائسة للحصول على تصريح عمل في إسرائيل» لدى المستعمرة، المحتشدون أكثر من مائة الف والمطلوب ثلاثة الاف فقط.

وعلق جدعون ليفي يوم 10/10/2021، بشجاعة ضد سلوك المستعمرة بمقالته تحت عنوان «صورة جموع الغزيين يجب أن تُطارد كل أسرائيلي»:

« هذه هي اليد الطويلة الإسرائيلية التي ألحقت كل هذا الشر بهؤلاء الأشخاص، منذ عشرات السنين وإسرائيل(المستعمرة) تُنكل بهم، وبأبائهم وأولادهم، لا يوجد مثل غزة من أجل رواية قصة البشر، منذ الطرد والهرب في 1948، مروراً بعمليات الانتقام والاحتلال، وانتهاء بالحصار الذي يستمر منذ 15 سنة، هذه هي يد إسرائيل (المستعمرة) الطويلة والحقيقية التي تشكل صورتها الأخلاقية» .. ويختصر ويختم جدعون ليفي مقالته بقوله: «إسرائيل (المستعمرة) هي التي تتحمل مسؤولية كبيرة عن مصيرهم» .

جدعون ليفي يكتب عن المستعمرة، ويملك شجاعة إدانة سلوكها الاحتلالي الفاشي غير الأخلاقي نحو أهل غزة، ونحن نكتب نحو من؟؟ من نحمله المسؤولية إلى جانب الاحتلال؟؟ ثلاثة أطراف يتحملون مسؤولية الوجع والجوع الذي يجتاح أهل غزة:

أولاً: حركة حماس التي تتسلط وتستفرد في إدارة قطاع غزة، فشلت في تقديم غزة نموذجاً يُحتذى في الإدارة والإقرار بالتعددية، والرضوخ لمتطلبات الشراكة بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية في إدارة القطاع، بدلاً من الاستئثار والتفرد وفرض سلطة الأمر الواقع، على أثر قرار حسمها العسكري كما اسمته في حزيران 2007، إلى الآن.

الشراكة وتوزيع المهام، ستجعل من مختلف الأطراف السياسية، تبحث عن فرص لتحسين الحياة، في ظل الحصار والتجويع الإسرائيلي المقصود,

والشراكة لن تتم إلا بالانتخابات البلدية، والنقابية، والطلابية، فالحصار الخارجي مفروض من قبل المستعمرة، أما الحصار الداخلي، وكتم الأصوات وإغلاقها يتم مع الأسف من قبل حركة حماس.

ثانياً: من سلطة رام الله المفترض أنها الممثلة والراعية ومالكة القرار وتتحمل مسؤولية شعب الضفة والقطاع، بدلاً من العقوبات الإجرائية التي تفرضها على أهل القطاع، حتى بما فيهم قواعد حركة فتح، الحزب السياسي الذي يقود سلطة رام الله.

ثالثاً: البلدان العربية والإسلامية التي يجب أن تشكل روافع داعمة للشعب الفلسطيني، وتوفر له فرص الصمود والبقاء والكرامة في مواجهة المستعمرة الإسرائيلية واحتلالها وبطشها وفاشيتها.

أهل غزة الذين أعادوا للشعب الفلسطيني هويته وكرامته، وفرضوا على الاحتلال: 1- التسليم والاعتراف بالشعب الفلسطيني، وبمنظمة التحرير وبحقوق الشعب الفلسطيني، بفعل الانتفاضة الأولى 1987 2- الرحيل من قطاع غزة بعد إزالة المستوطنات وفكفكة قواعد جيش الاحتلال بفعل الانتفاضة الثانية 2000.

غزة تستحق الأفضل، الأفضل، الأفضل.