نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - مع عودة التعليم الوجاهي في قطاع غزة بعد انقطاع لعام ونصف والاكتفاء خلال هذه الفترة باعتماد التعليم عن بعد (التعليم الالكتروني)، نتيجة جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على المسيرة التعليمية، بدأت القطاعات الاقتصادية بالانتعاش بعد حالة تدهور.

وافتتح العام الدراسي وسط تحديات جمة، أبرزها تفشي موجة جديدة من فيروس كورونا، متحور "دلتا"، وهي طفرة تبدو أوسع انتشاراً من سابقاتها، إضافة لظروف اقتصادية منهكة أساساً يعيشها الغزيون نتيجة تداعيات الجائحة، وعدم قدرة الأهالي على مواكبة متطلبات العام الدراسي الجديد من أقساط دراسية أو قرطاسية وملابس وغيرها، إضافة لتأثيرات "التعليم عن بعد" على الزخم التعليمي للطلبة، خاصة في المراحل الأساسية.

لكن رغم هذه التحديات إلا أن عودة التعليم الوجاهي أعادت صورة الانتعاش الاقتصادي الذي غاب طويلاً عن الأعين، ليؤكد المواطن أبو محمد عودة (بائع متجول أمام المدارس) أن عودة الطلاب للمدارس أعادت له الحياة بعد أن توقفت عربته عن العمل لعام ونصف.

ويضيف عودة لـ"النجاح"، أنه يعمل على هذه العربة التي يبيع من خلالها حلويات وساندويشات للطلبة منذ نحو 9 سنوات، مشيراً إلى أنها مصدر رزقه الوحيدة.

وضع اقتصادي صعب

وهكذا الحال مع الشاب وسام مطر الذي يعمل في إحدى المكاتب المجاورة للجامعات، والذي قال لمراسل "النجاح" : إنه ينتظرعودة الطلبة للجامعات منذ فترة طويلة، لأنه اضطر صاحب المكتبة أن يغلق مكتبه في ظل الاغلاق.

ويضيف، إن الوضع الاقتصادي في غزة صعب جداً قبل جائحة كورونا حيث لا يوجد عمل في مجال تخصصه الجامعي، وأن الوضع ازداد سوءاً أكثراً فأكثر في ظل الجائحة، مشيراً إلى أنه لم يلق أي عمل خلال فترة اغلاق المدارس والجامعات بسبب كورونا.

وعبّر أبو العبد خيري (سائق باص) عن فرحته العارمة بعد عودة التعليم الوجاهي في غزة، لافتاً إلى أن الوضع المادي لديه تحّن كثيراً بعد أن عاد إلى العمل كسائق لنقل طلبة الجامعات.

وأوضح لـ"النجاح" أنه كان يعمل بالباص خلال فترة الاغلاق "ولكن حسب الطلب"، لأن من يركب بالباص فقط خلال مناسبات محددة، "لذلك عانيت في العام ونصف الذي أغلقت فيه الجامعات والمدارس".

وكانت التربية والتعليم في قطاع غزة أكدت أنه لن يتم تعليق الدراسة إذا حصلت ظروف صحية قاسية.

وقال وكيل وزارة التربية والتعليم بغزة زياد ثابت: "إن التعليم عن بعد مساند ومكمل للتعليم الوجاهي"، موضحاً  أن التوجه لدى الوزارة يقضي بضرورة الاستمرار في التعليم الوجاهي.

تأثير كبير

في هذا الإطار، أكد الخبير الاقتصادي، د.عمر رجب، أن التعليم الوجاهي له تأثير كبير على تحسين الاوضاع الاقتصادية في قطاع غزة.

وقال رجب لـ"الجاح": إن " عودة التعليم الوجاهي يعني قرابة أكثر من ربع مليون شخص سيتوجهون إلى المدارس والجامعات ورياض الاطفال، وكل لهم احتياجاتهم الخاصة من أكل وشرب وأدوات قرطاسية وملابس ومواصلات وغيرها".

وأضاف أن هذا الأمر له تأثير مباشر على الدورة الانتاجية، الأمر الذي ينعش الاقتصاد، مشيراً إلى أن هناك احتياجات يومية لا يستطيع الطالب وأسرته أن يتجاهلوها.

وبالرغم من عودة التعليم الوجاهي، الا أن هناك تخوفات من العودة إلى التعليم الالكتروني في ظل انتشار فيروس كورونا وطفراته المتحورة، لا سيما وأن قطاع غزة يشهد ارتفاعا ملحوظا في عدد الاصابات.