نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - تتجه أنظار العالم الآن إلى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، وما يمكن ان يحدثه من تغييرات في المنطقة، بايدن الذي سيحاول اعادة صياغة السياسة الامريكية في المنطقة، بعد الانقلاب الكبير الذي احدثه دونالد ترامب.

مختصون بالشأن الامريكي أكدوا، أن المنطقة على  اعتاب مرحلة جديدة فيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل حكم جو بايدن، مشددين في الوقت، على ان هناك بعض القرارات التي اتخذها ترامب تجاه القضية الفلسطينية تحديداً لن يتمكن بايدن من تغييرها، لانها اصبحت امراً واقعاً.

تغير جذري

المختص بالشأن الأمريكي، د.سعيد عريقات، أكد ان سياسة بايدن تجاه الشرق الأوسط ستختلف جذرياً عن سياسة ترامب، مشيراً إلى ان ادارة ترامب  عقدت الامور في المنطقة بشكل كبير.

وقال  في حديث  لـ"النجاح الاخباري": الرئيس ترامب المهزوم هو من خطط مع رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو واليمين الاسرائيلي لتطبيق هذه السياسة في المنطقة، والبداية كانت الخروج من الاتفاق النووي الايراني ومعاقبة الفلسطينيين وقطع المساعدات عن الاونروا والتراجع عن حل الدولتين وطرح ترامب لما يسمى صفقة القرن، وتم من خلالها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكية لها".

وأضاف عريقات:" اعادة فتح مكتب منظمة التحرير بواشنطن سيمر بمراحل معقدة، أما فيما يخص إعادة دعم الأونروا فأتوقع أن يعيد بايدن الدعم لها".

مرحلة جديدة

 المختص بالشأن الامريكي د.حسين الديك، أكد ان الجانب الفلسطيني،  على ابواب مرحلة جديدة في العلاقة مع الادارة الامريكية بقيادة جو بايدن.

وأضاف في حديث لـ"النجاح الاخباري":من ملامح هذه المرحلة عودة التمثيل الدبلوماسي ما بين الفلسطينيين والادارة الامريكية الجديدة، متوقعاً عودة المساعدات غير المباشرة للسلطة الفلسطينية من خلال وكالة التنمية الدولية الامريكية والتي كان لها الكثير من المشاريع في الاراضي الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، قبل مجيء ادارة ترامب".

وبيّن الديك أنه قد يتم اعادة استقلالية القنصلية الامريكية في القدس وان تكون تبعيتها مباشرة لوزارة الخارجية الامريكية في واشنطن وتنسيقها المباشر مع القيادة الفلسطينية، لافتاً إلى أن الحديث عن "صفقة القرن" أصبح هباء منثوراً في ظل حكم بايدن.

وتابع :" صفقة القرن أصبحت لا تساوي الحبر الذي كتبت به، ونحن على ابواب مرحلة جديدة ليس فلسطينيا فقط وانما بالمنطقة بأكملها"، مشدداً على أن قرارات ترامب اثرت سلبا على المنطقة بأكملها".

وأوضح الديك أن الادارة الامريكية الجديدة برئاسة بايدن ستعمل على احياء ملف الاتفاق النووي الايراني وستبدأ ملامح مرحلة جديدة في منطقة الشرق الاوسط، وفق تعبيره.

توازن السياسة

 المختص بالشأن الامريكي توفيق طعمة، أكد أن مجيء بايدن سيعيد التوازن للسياسة التقليدية التي انتهجها الحزب الديمقراطي، منوهاً إلى أن ترامب انقلب على تاريخ الولايات المتحدة.

وأوضح  في حديث لـ" النجاح الاخباري" أن بايدن لن يعترف بالضم ولن ينتهج نفس سياسة ترامب، مستدركاً "لكنه  لن يتمكن من اعادة السفارة الامريكية من القدس "لتل ابيب" لانها اصبحت امرا واقعا لا يمكنه تغييره".

ويرى طعمة بأن ادارة بايدن تدرك ان لا عودة للمفاوضات بالصورة التي انتهت عليها مع ادارة ترامب، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن سياسته ستكون مغايرة بالنسبة للقضية الفلسطينية.

وأشار طعمة إلى ان العلاقة مع السلطة الفلسطينية ستكون كما في السابق بزمن ادارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك اوباما.

يذكر ان الرئيس دونالد ترامب المنتهية ولايته قد اتخذ العديد من القرارات ضد القضية الفلسطينية أولها الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، ونقل سفارة بلاده للقدس، ووقف الدعم الأمريكي للأونروا، ووقف المساعدات الأمريكية عن السلطة الفلسطينية.

وكان الرئيس الأمريكي المنتخب بايدن أكد في تصريحات سابقة بأنه لن يعترف بـ"صفقة القرن" الذي طرحها سابقه ترامب، مشدداً على ضرورة حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية.