نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - عادت الحياة للشوارع والأماكن العامة بعد فترة الحجر الصحي التي فرضتها جائحة فيروس كورونا على العالم إلا أن ظهور الناس اتخذ شكلا جديدا وسمه بعصر الكمامات حيث كانت هي الملمح الأبرز على الوجوه.

طالبت الحكومات شعوبها بالالتزام بارتداء الكمامة وفرض بعضها غرامات على المخالفين ما قسم الناس بين مؤيدين ومعارضين ولكل وجهة نظر.

تابع "النجاح الإخباري" آراء الشارع الفلسطيني حول موضوع الكمامة وفرضها خلال التنقل والعمل فرآى البعض أن الكمامة أضافت عبئًا ماديًا جديدًا على الناس، في حين رفض آخرون ارتداءها لما تسببه لهم من ضيق وآخرون رأوها احتياطا واجبا للحفاظ على الصحة العامة.

وتذمر البعض من التبعيات المادية المترتبة على هذا الطارئ الجديد، إذ أصبحت الكمامات ضمن قائمة المشتريات الأسرية.

رأي الطب

أما الطب فكان له رأي آخر مفاده أن ارتداء الكمامات من السلوكيات الوقائية المهمة لتقليل خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الكمامات المصنوعة من الأقمشة تحمي من الفيروسات بنسبة تتراوح بين 60% إلى 70%، وأن لبسها ضرورة ملحة للمصابين ومن يتعامل معهم.

وقال الدكتور وليد الباشا المحاضر في جامعة النجاح والمتخصص بعلم الأحياء الدقيقة والمناعة لـ"النجاح الإخباري": "الكمامة هي نقطة حماية للمصابين والأطباء الذين يتعاملون مع المرضى تحول دون نقل المرض وهي جيدة في حال أحسن استعمالها".

وأضاف أن العشوائية الحاصلة باستعمال الكمامة في الشارع والأماكن العامة تحولها لمصدر عدوى لا وقاية حيث يستخدمها الأغلبية كديكور مفروض عليهم ومع تكرار لمسها تزيد احتمالية العدوى وانتقال الفيروس عبر العين أو الأنف إذ يلمس الشخص وجهه ما يزيد عن 7-8 مرات على الأقل.

الخبراء الطبيون قالوا إن أفضل إجراء للوقاية من العدوى هو تنظيف اليدين بشكل جيد ووضع كمامة لمنع وصول الرذاذ الذي ينتقل بواسطته المرض ما يجعل استخدام الكمامة حتى لو يديوية الصنع أفضل من عدم وجودها.

 وأجمع الأطباء على أن صلاحية الكمامة لا تتعدى ثلاث ساعات وعليه يحتاج كل فرد ثلاث كمامات خلال عمله يوميا ما دفع البعض للابتكار للتعايش مع فيروس كورونا ريثما يصل العالم للقاح.

وانتشرت الكثير من الابتكارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تناولت طريقة صنع الكمامات بطرق يدوية بسيطة وكثيرة منها استعمال مناديل المطبخ الورقية السميكة نسبيا وذات مسام صغيرة ما يجعلها مادة مناسبة لصنع الكمامات عملية طي وإضافة مطاط لا تستخرج دقائق لتمتلك كمامتك، ولجأ البعض لاستخدام الجوارب والأقمشة بصنعها. 

صنع كمامات في البيت في دقيقتين /كمامات للوقاية من كورونا‎ - YouTube

الكمامة ضرورة أم موضة

 لكل فترة زمنية متطلباتها من الأزياء والملابس، ويبدو أننا في المرحلة الحرجة التي يعيشها العالم أجمع بظل وباء كورونا أصبحت الحاجة لارتداء الكمامة ملحة جدا، فالتفت المهتمون بالموضة والأزياء للتفنن في تصاميمها واعتبارها قطعة إكسسوارات لا غنى عنها في إطلالات السيدات في العالم كله.

وتسابق مصممو الأزياء في العالم على تقديم تصاميم وأشكال مختلفة لـ الكمامة، وتنوعت بين المصنوعة من القماش ذو اللون الواحد، أو المنقوشة والمطرزة والمزيمة التي يمكنك اختيارها مع إطلالاتك المختلفة لحماية نفسك والتمتع بمظهر أنيق ومثالي في نفس الوقت.

في ايران نوع جديد من الكمامات الملونة والجميلة، في سبيل إدخال الفن والنشاط إلى حياة الناس سميت بـ""البُركانو" وهي كمامة جديدة مستوحاة من البرقع التقليدي (البركا) المستخدم في جنوب إيران ودول الخليج والذي يغطي منطقة الأنف وفوق الحاجبين فقط. والكلمة مشتقة من كلمتين "بركا" و"نو"(جديد) وتعني "البرقع الجديد".

يتكون "البركانو" من قسمين خارجي وداخلي، فالخارجي قماش ملون بأشكال مختلفة مع نقوش يدوية، والداخلي عبارة عن غطاء قابل للتبديل وتستخدم فيه الأقمشة المستخدمة في الكمامات الطبية لفعاليتها في تجنب تسلل الجراثيم عن طريق الهواء.

في الهند قرر مصمم هندي تغيير مظهر الكمامة التقليدي إلى صورة مطبوعة تُظهر وجه من يرتديها.

وبدأ أحد المصورين الفوتوغرافيين في مدينة تشيناي، عاصمة ولاية تاميل نادو الهندية، بتصميم صور للزبائن على الكمامات الطبية وأقنعة الوجه بحيث يظهر وجه الشخص كاملًا حتى وإن كان مرتديًا الكمامة.

وتهافت الناس للتواصل على المصور وطلب كمامات مطبوعة.

 

في بريطانيا رأت طبيبة الأطفال البريطانية فيز إيزاغارين التي أصيبت بالصمم وهي في سن الثانية أن إدراك ما يقوله الناس بات صعبا مع ارتداء الكمامة في العمل أو في المحال التجارية و الأمر يختلف بالنسبة إلى الصم أو من يعانون من ضعف السمع، لأن الكمامات تحول بينهم وبين فهم أي شيء على الإطلاق.

قالت: "أستطيع أن أسمع كلمة أو كلمتين، لكن هذا لا معنى له .. إذا كان شخص ما يضع كمامة فإنني أفقد القدرة على قراءة حركة شفاهه، أو تعابير الوجه، وأفقد العناصر الأساسية التي تعين على فهم الكلام".

وهذه مشكلة يشاركها فيها حوالي 466 مليون شخص في أنحاء العالم، ممن يعانون من إعاقة في السمع، بحسب ما تقوله منظمة الصحة العالمية ما دفع نحو تطوير كمامات شفافة.

 

في ألمانيا بدى الأمر مختلفا حيث قامت كل ولاية ألمانية بتطبيق قواعد ارتداء الكمامة بشكل مختلف في البداية، ومنذ 27 أبريل/نيسان تم توحيد هذه القواعد في كل الولايات.

استغلت بعض اتحادات الأزياء التقليدية في الولايات الفرصة لصنع كمامات تحمل شعارها أو تستوحي ألوانها. في بافاريا تتميز الكمامة باللونين الأبيض والأزرق، وهما لونا علم الولاية اللذان يرمزان لعائلة "فيتلزباخ" التي ينحدر منها الملك "لودفيغ" والإمبراطورة "إليزابيث".

ومع تزايد النصائح لاستخدام الكمامات في المستقبل المنظور، يتفنن الناس بإيجاد طرق لارتدائها بطرق تناسب ثيابهم.

وباتت الكمامات الأداة الموحدة للعالم أجمع حتى إن بعض المطارات العالمية أوجدت ماكنات تبيع الكمامات للمسافرين مثل مطار زيورخ السويسرية.

الكمامة أولا والتباعد الاجتماعي ثانيا والوعي ثالثا معادلة اعتمدتها الدول مع عودة الحياة وسط مخاوف من أن يؤدي عدم الاتزام للعودة للمربع الأول من انتشار الفيروس.