أكرم عطا الله - النجاح الإخباري - لم تنفرج أزمة اسرائيل الدستورية رغم تزكية القائمة العربية زعيم تحالف أزرق أبيض لرئاسة الحكومة، صحيح أنها وضعت نتنياهو في موقف ضعيف كأنها تكتب نهايته وهذا خبر سار وان كان ليس كذلك بالنسبة لترامب وبعض العرب لكن الأزمة لم تحل بعد فأمام القائمة العربية اختبار هناك شك بإمكانية تجاوزه وهو اعطاء الثقة لحكومة يشكلها غانتس لتصبح القائمة مسئولة عن سلوك الحكومة وهذا صعب.

ولأن السياسة في اسرائيل تصنعها مراكز دراسات الأمن القومي فسيكون الفارق ضئيلاً بين نتنياهو وغانتس سواء على صعيد الاستيطان أو الاعتداءات على سوريا أو تجاه غزة وتلك لا تستطيع القائمة العربية السير معها ولأن هناك فرق بين التزكية لرئاسة الحكومة التي قطعت الطريق على نتنياهو و بين التصويت بالثقة على الحكومة ، ليس واضحاً كيف ستحل بعد.

الهوة كبيرة بين ليبرمان وبين العرب وهي أكبر من الهوة بينه وبين اليهود المتدينين والتي أدت الى حل الحكومة الاسرائيلية في أكتوبر 2018 وحالت بعدها دون تشكيل حكومتين في انتخابات 2019 مرتين فليبرمان القومي المتطرف الذي كان خلف عدد من القوانين ضد العرب من الصعب أن يجلس مع العرب وخصوصاً أنه ستكون لهم شروط منها الغاء القوانين التي تسبب بها ليبرمان وتلك معضلة تجعل من امكانية حكومة مشتركة بالعرب واسرائيل بيتنا منخفضة تماماً.

أية حكومة أخرى في اسرائيل من الصعب تشكيلها ولكن الجديد أن نتنياهو عاد للوراء ولم يعد مكلفاً أو حتى مرشحاً للتكليف لكن الاجماع الآن على ازاحة نتنياهو هو الهدف المشترك الذي أدت تزكية  ليبرمان والقائمة العربية شديدة التعارض معه لتكليف غانتس.

الهدف ربما أقل من حكومة وفي أحسن حظوظ غانتس حكومة لأشهر فقط يكون لديها أهداف متواضعة جداً وهي انتزاع رئاسة الكنيست من يولي أدلشتاين رجل نتنياهو وهذا ممكن في ظل الاتفاق على 61 مقعداً والأهم هو الهدف الثاني وهو تمرير قانون يمنع المتهم من تشكيل رئاسة الحكومة وقطع الطريق على حصانة نتنياهو.

أمير أوحانا وزير العدل في حكومة الليكود واضح أنه استخدم القانون والصلاحيات بشكل فاسد لدعم نتنياهو ليعلق جلسات المحاكم لمدة شهرين بعد أن تم رفض طلب نتنياهو تأجيل محاكمته قام وزير العدل بخدمة الحزب ورئيسه بمبرر انتشار مرض كورونا ، فقط المحاكم هو ما تم تأجيله في دولة لم تعلن وقف المدارس أو الجامعات ولم تعلن حالة الطوارئ ....المسألة واضحة.

غانتس يفضل حكومة يهودية لأن أية حكومة تعتمد على العرب حين تسقط سيكون الثمن باهظاً جداً في الانتخابات التي تليها فالجمهور اليهودي لازال بعيداً عن قبول حكومة تتكئ على العرب ، لكن حكومة يهودية كما يريد لا يمكن تفكيك عقد تشكيلها فنتنياهو لن يتخلى عن حلفائه، والحلفاء لن يذهبوا بغير نتنياهو وهذا كان واضحاً منذ المكالمة الأولى التي أجراها معهم بني غانتس ورفضهم الاجتماع به وبالتالي هذا يضعه أمام خيارات جميعها ليس من المبالغة بالقول أنها متعثرة.

ما هو البديل أمام الاسرائيليين اذن؟ فالانتخابات الرابعة صعبة سواء لأسباب تتعلق بقدرة الاسرائيليين على استيعاب عبث السياسيين أكثر من ذلك أو حتى بسبب التطورات الصحية التي لم يعد أحد قادر على تقييم الشهور القادمة وأين ستصل اسرائيل والوباء ، هذا العبث الذي أعطى لنتنياهو عاماً آخر في الحكم منذ انتخابات الربيع العام الماضي وها هو يستمر مستفيداً من الفشل في تشكيل الحكومة وربما أكثر من سيستفيد من استعصاء النظام السياسي ليبقى رئيساً للحكومة وان كان رئيساً مؤقتاً يتم تمديد هذا المؤقت لصالحه.

من الصعب النظر كيف سيكون الحال في اسرائيل فالأمور لازالت معقدة ومخرج السياسيين أكثر وعورة وهو ما أدركه الرئيس الاسرائيلي في جلسة افتتاح الكنيست كأنه يتوسل سياسيي اسرائيل بحكومة يعرف أنها بعيدة وبعيدة جداً فكيف سيكون الحل؟ من الصعب التنبؤ ولكن كل ما حدث أن اسرائيل أمام استعصاء ربما يكسر جداره وهو الممكن قانون منع المتهم نتنياهو من تشكيل حكومة في حال الذهاب للانتخابات بعد أن يتم اقرار القانون ...!!!