نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - معاناة مغلفة بالصمت هي الحالة التي يعيشها مرضى الفشل الكلوي، إلا أن صوتها يرتفع طارقًا ضمائر العالم حين تغدو في قبضة جلاد يفاقم ألم صاحبها.

لليوم الثالث لا زالت قوات الاحتلال تعتقل محمد طقاطقة (18 عامًا) المريض بالفشل الكلوي من بلدة بيت فجار جنوب شرق بيت لحم والذي اعتقل يوم الثلاثاء الماضي .

اليوم تم نقل طقاطقة، إلى عيادة سجن الرملة بحسب نادي الأسير الذي أشار في بيانٍ له إن "الأسير طقاطقة يعاني من فشل كلوي، وهو بحاجة إلى غسيل كلى ثلاث مرات في الأسبوع"، لافتا إلى أن "هناك جلسة تُعقد له اليوم في محكمة "عوفر" غيابيًا جرّاء وضعه الصحي.

وتحدث عن حيثيات اعتقاله عمه خلدون طقاطقة ابن بلدة بيت فجار التي لا يترك الاحتلال للراحة فيها مكان، قائلا: "إنَّ قوات الاحتلال داهمت المنزل فجرًا وأرهبت أهله وأخوته وأجبرته على خلع ملابسه في البرد القارس لافتا إلى معاناته من مرض الفشل الكلوي منذ سنوات ما أدى لتقوس في ساقيه وهو بحاجة لعملية جراحية".

رحلة اكتشاف "محمد طقاطقة" لمرضه وسعيه وراء العلاج أزمة قدر له مرافقتها حتى يشاء الله، شاب بمقتبل العمر، منطلق للحياة لا يمتلك الا الامل في مستقبل افضل، وحياة كريمة لا ذنب له الا أنَّه فلسطينيّ حرّ، رفض القهر و الذل و الهوان وطالب بحقه في العيش كإنسان في بلد تستبيحه وحوش الاحتلال متى وكيفما شاءت.

وكعادتها في كسر سكون الفلسطينيين تسللت قوات الاحتلال في جنح الظلام لتختطف طقاطقة من حضن عائلته وتزج به في "مركز توقيف عتصيون" المكان الأسواء في العالم، ليعاني المرض والبرد والبعد ليس عن عائلته فقط بل عن المستشفى الذي يرقد فيه معظم الوقت ملتصقا بجهاز يغسل سموم جسده، لكن سموم العدو أقسى.

عائلة طقاطقة التي دأب ابنها محمد المكوث في مستشفى المطلع لتلقى العلاج خمس سنوات من العذاب حاولت منع الاحتلال من اختطافه، حاولت إخبارهم بحالته الصحية،  بادر الأب بطرح تساؤلات لا إجابه لها قوبلت بالقمع من قبل جنود الاحتلال فيما حاولت الام انتزاع طفلها من بين مخالبهم علها تنقذه وتمنع اعتقاله، أما محمد الذي ثار غضبا حين علا صوت الجندي على أمه فأسكته بجرأة وقوة فلسطيني لا يخشى الموت، دفعت له ملابسَ قد تقيه بعض البرد إلا أنها لن تمنع ألم المرض، مغمض العينين ومكبّل اليدين خرج محمد مودعا.

اليوم هو على أسرَّة العلاج لكن هذه المرة في سجون الاحتلال يلازمه جهاز سيرافقه مدى الحياة حتى يتبرع له أحدهم بكلية تبقيه حيًّا، وكان محمد تعرض للاعتقال خلال العام الماضي، مدة 10 أيام، رفض الاحتلال خلالها نقله للمستشفى ليغسل الكلى مما أدى لتدهور وضعه الصحي، وقد مكث في العناية المركزة مدة 10 أيام بعد الإفراج عنه".

ولفتت هيئة شؤون الأسرى أنَّ قوات الاحتلال تعمدت التنكيل بالأسير طقاطقة والاعتداء عليه وضربه على بطنه وظهره بأيديهم وبساطيرهم العسكرية، رغم صراخ الأم بمرضه وصعوبة وضعه الصحي.

وأضافت أنه جرى اقتياده بعدها إلى مركز توقيف "عتصيون" واحتجازه بأوضاع اعتقالية قاسية لا تناسب حالته المرضية، ومن ثم نُقل إلى معتقل "عوفر".

وتواصل سلطات الاحتلال اجراءاتها التعسفية بحق الفلسطينين وتهدد أمنهم وسلامتهم وتمس كل حقوقهم لا تفرق بين الرجال والأطفال، ولا بين الأصحاء والمرضى، ولا حتى بين موت وحياة.

طقاطقة الذي يتعرض للاعتقال للمرة الثانية تعيش عائلتة قلقا مضاعفا على حياته وتناشد العالم للتدخل العاجل من اجل الافراج عنه ليحصل على علاجه، فعدم حصوله على العلاج يعني خسارة محمد الذي يدفع الثمن الف مرة بمرضه وفلسطينيته وانسانيته فظروفه الصحية لا تسمح بتحمل ظروف الاعتقال وهو بحاجة لمتابعة طبية مكثفة لا يوفرها الاحتلال.

جدير بالذكر أن عدد الأسرى المرضى المصابين بأمراض الكلى داخل سجون الاحتلال الصهيوني يبلغ عددهم (15)، أسيرًا.

ويواصل الاحتلال إجراءاته التعسفية بحق الأسرى الذين يعانون ظروف الاعتقال الصعبة والانقضاض على حقوقهم الانسانية والمعيشية.

وحسب هيئة شؤون الأسرى يتوزع ما يقارب 5700 أسير فلسطيني على 23 سجن ومعسكر ومركز توقيف بينهم 220 طفلا، و42 أسيرة يعيشون ظروفا صعبة داخل سجون الاحتلال، وهم محرومون من أبسط حقوقهم المشروعة التي نص عليها القانون الدولي، ويتعرضون لعقوبات فردية وجماعية واعتداءات وحرمان من الحقوق الاساسية في ظل نزعة انتقامية وتحريض سياسي ورسمي على المعتقلين من قبل المستوى السياسي في اسرائيل ، ومن المتطرفين في الحكومة الاسرائيلية.

 

 

 

 

 

 

.