النجاح الإخباري - عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا بطلب من الولايات المتحدة، لبحث الوضع في إيران عقب الاحتجاجات التي اندلعت منذ الـ28 من الشهر الماضي.

وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن نيكي هايلي: "على العالم أن ينتبه إلى ما يحصل على الأرض في إيران"، مؤكدة أن الأحداث هناك تعتبر نتيجة انتهاك حقوق الشعب لسنوات طويلة، حسب وصفها، وأكدت على أن واشنطن لا يمكن أن تسمح "بخطوات الحكومة الإيرانية التي تتخذها لإسكات شعبها".

من جانبه، شدد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر، على أهمية المحافظة على الاتفاق النووي الموقع بين الدول الكبرى وإيران، مؤكدا أن تضييعه سيشكل خطوة خطيرة، وقال إن على المجتمع الدولي المحافظة على التواصل الوثيق مع طهران، مؤكدا أن التواصل معها على وجه الخصوص يجب أن يكون بخصوص "تدخلاتها الخارجية".

بدوره، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، تايي بروك زيريهون، إن المنظمة لا يمكنها أن تؤكد أو تنفي الصور التي وصلت من إيران، مؤكدا أن الأمانة العامة ستتابع الأوضاع على الأرض وستتواصل مع الحكومة الإيرانية.

وكان مجلس الأمن الدولي أعلن في وقت سابق عن عقد جلسة مشاورات مغلقة، بناء على مبادرة من روسيا، قبل الجلسة الحالية حول الوضع في إيران، وبحسب البعثة الدائمة للاتحاد الروسي فإن المشاورات "ناقشت المبادرة الأمريكية".

 وقالت زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، الجمعة، إن الشعب الإيراني يطالب مجلس الأمن الدولي بإدانة القمع الوحشي للمتظاهرين من قبل نظام الملالي والاعتراف بحقه في إسقاط نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران.
ووجهت رجوي، في تدوينة، تحية للمتظاهرين، قائلة إنهم اخترقوا بشعار الموت لخامنئي والموت للدكتاتور الإجراءات القمعية والأمنية للنظام، وواصلوا تظاهراتهم الاحتجاجية للأسبوع الثاني على التوالي.

واعتبر سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي دعوة واشنطن مجلس الأمن للانعقاد في جلسة طارئة لبحث الوضع في إيران تعديا سافرا على سيادتها، وقال ريابكوف: "الولايات المتحدة مستمرة في انتهاج سياسة التدخل المعلن والسري في الشؤون الداخلية للدول بشكل سافر وبلا حرج، كما تتعدى بصراحة على سيادة الآخرين متسترة بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان"، وأضاف، "لا يمكننا التعامل مع الدعوة الأمريكية لاجتماع مجلس الأمن لبحث الوضع في إيران إلا من هذا المنظور، إذ تدعو واشنطن إلى بحث قضية تعدّ شأنا داخليا إيرانيا بحتا"، وذكر، "رغم المحاولات المتكررة لتشويه صورة ما يحدث في إيران، نبقى على ثقة تامة بقدرة هذا البلد الجار والصديق لروسيا على تجاوز الصعوبات الحالية التي يواجهها، والخروج من الوضع الراهن بلدا معززا وشريكا موثوقا في تسوية مختلف القضايا بما فيها استمرارية تنفيذ الاتفاق الدولي مع طهران حول برنامجها النووي"، وتابع، "ندعو الولايات المتحدة في هذه المناسبة إلى عدم اتخاذ أي خطوات من شأنها إعاقة استمرار التعاون الإيجابي والمثمر مع إيران على صعيد برنامجها النووي".

وكشفت مصادر في المعارضة الإيرانية، الجمعة، أن عدد قتلى الاحتجاجات، التي تشهدها عدة مدن في البلاد منذ أيام، ارتفع إلى 50 شخصا، وأوضحت أن هناك نحو 3 آلاف معتقل في سجون النظام الإيراني، منذ بدء الاحتجاجات.

واندلعت التظاهرات في طهران، الخميس قبل الماضي، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين وارتفاع نسبة البطالة وتفشي الفساد، لكنها ووجهت برصاص قوات الأمن، مدعومة بمقاتلي الحرس الثوري الإيراني، ويقول المحتجون إنهم "ملوا من الشعارات الرسمية المناهضة للغرب"، وإنه "آن أوان رحيل الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي وحكومة الرئيس حسن روحاني".

ويشارك في التظاهرات أفراد من أبناء الطبقة العاملة، لكنها بدأت كذلك في اجتذاب أبناء الطبقة الوسطى التي كانت عماد احتجاجات مطالبة بالإصلاح عام 2009، اندلعت بعد الانتخابات الرئاسية.

والأربعاء، قال الحرس الثوري إنه نشر قوات في 3 أقاليم لإخماد الاضطرابات في المناطق، التي شهدت أكبر احتجاجات، فيما عرض قائد الجيش، عبدالرحيم موسوي، مساعدة الشرطة في إخماد الاحتجاجات.