بشار دراغمة - النجاح الإخباري - أعلنت حركة حماس حلَّ لجنتها الإدارية، ورحَّبت فتح بهذا التطور، وطار عزام الأحمد إلى القاهرة، ومن هناك كال المديح لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي قال إنَّ لديه نوايا صادقة تجاه المصالحة، لتشكّل تلك الأنباء باقة أخبار إيجابية انتظرها الشعب طويلًا رغم حالة اللامبالاة التي رافقت الكثيرين بسبب فشل اتفاقات سابقة بالجملة. 
القصة أخذت تطوّرًا إيجابيًّا إضافيًّا، عندما هاتف إسماعيل هنية الرئيس محمود عباس، وبعدها خرجت حركة حماس ببيان ونشرت وكالة الأنباء الفلسطينية خبرًا حول ذات الموضوع.
وقالت حماس في بيانها: إنَّ رئيس المكتب السياسي للحركة أجرى اتصالًا مع الرئيس عباس، لكن وسائل الإعلام التابعة لحماس تناولت البيان بصيغة مختلفة، فتوحَّدت في كتابة "رئيس السلطة" بدلًا من الرئيس محمود عباس، بينما عرَّفت وكالة الأنباء الفلسطينية اسماعيل هنية بصفته الرسمية كرئيس للمكتب السياسي لحركة حماس، ونفس الخبر نُقل على الموقع الرسمي لمفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح.
ما يقال هنا، إنَّ فشل اتفاقات المصالحة السابقة كانت وسائل الإعلام لاعبًا رئيسًا فيها، والإعلام الحزبي بالتأكيد لا يتحرك من فراغ فهناك قادة في الأحزاب يحركون الماكينة الإعلامية ومنهم من لا يريد الخير للمصالحة.
القصة ليست مجرد تسميات، وإن كان محمود عباس رئيسًا لفلسطين أو للسلطة الفلسطينية كما قالت وسائل إعلام حماس بقدر ما ينطوي على هذه التسميات من معارك سياسية مستقبلية، والتي يواصل الرئيس خوضها في الأمم المتحدة، فهنية نفسه تمنى في بيان حماس الرسميّ للرئيس عباس النجاح في ترسيخ الرسالة السياسية، المؤكِّدة على ثوابت شعبنا الفلسطيني وحقوقه، خلال مشاركته في  اجتماعات الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، والرئيس عباس يقود هذا التوجه بعد أن حصلت فلسطين على عضوية غير دائمة في الأمم المتحدة بصفة دولة وليس كسلطة.
المطلوب من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن يعي الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام الحماسية في أخبارها الانتقائية فيما يتعلق بملف المصالحة، فموقع المركز الفلسطيني للإعلام وهو وسيلة الإعلام الرسميّة لحركة حماس يعمل بنفس تويتري ويصر على وصف الرئيس عباس برئيس السلطة في كافة أخباره، بل ذهب إلى إنجاز تقرير صحفي بعنوان "محاذير فشل المصالحة.. تعرف إليها!" وكان التقرير سلبيًّا في الطرح ولم يبعث رسائل إيجابية  وجاء في بداية التقرير: "لا شك أنَّ محاذير فشل جولة المصالحة الفلسطينية، لا زالت كغمامة سوداء تراوح سماء قلوب الفلسطينيين، وذلك ليس درباً من التشاؤم، بل هو انعكاس حقيقي للتجارب السابقة بالمصالحة..(40) ساعة تقريباً مضت على حلّ حركة "حماس" الّلجنة الإدارية الحكومية بغزة، لإنجاح جهود المصالحة، خطوة وصفها كثير من المراقبين بـ"الجريئة والمتقدّمة"، لكنَّها ما زالت تنتظر بوادر إيجابية من الطرف الآخر". طريقة الصياغة هذه هي بعث لنفس توتيري مباشر، حيث تجاهل التقرير كليًّا موقف الرئاسة وحكومة الوفاق الوطني المرحبان بحلّ الّلجنة الإدارية وتصريحات عزام الأحمد المشيدة بجهود إسماعيل هنية.
وفي تقرير آخر لنفس الموقع كان بعنوان: "ماذا علَّق عباس وحكومة الحمد الله على قرار حلَّ اللجنة الإدارية؟، زعم التقرير أنَّ الرئيس محمود عباس، أرجأ متابعة متطلّبات قرار حركة "حماس" حلّ الّلجنة الإدارية بغزة، وزعم التقرير أنَّ حكومة الوفاق الوطني طالبت توضيحات لطبيعة القرار. وعبَّر التقرير عن مخاوف من ما أسماه "المماطلة"
الأجواء داخل المواقع الإعلامية الحمساوية ليست إيجابية، مثل الأجواء السائدة في اجتماعات القاهرة وعلى ما يبدو فإنَّ المطلوب من إسماعيل هنية وعزام الأحمد الاتفاق أولًا وقبل كلّ شئ على وضع ضوابط لبعض المواقع الإعلامية قبل أن تغرقنا في الفشل.