النجاح الإخباري - صرخةٌ تحاكي وجعاً ورحلة اغتراب ستبدأ من هذه اللحظة.. صرخةٌ تنشد الذات خلاصاً لتحتملَ ثقل هذا المشهد، بيدٍ من حديد، احتجزوا الذكريات والأحلام، وحرقوا الصور، ودبوا هم ومستوطنيهم على هذا البيت الذي يحكي حكايةَ بقاء وصمود منذ ستة عقودٍ ونصف.

بيدين فارغتين من كل شيء إلا الدعاء.. ترفعُ كل هذه النسوة أياديها الى الله..بروحٍ مثقلة، عله يغيرُ قساوة ما آل اليه الحال، نكبةٌ جديدة على الأرض يُغتصب بها البشر والحجر، ويسرقُ كل شيء، ويأتي مستوطنٌ حاقدٌ ويجثم هنا دون وجه حق.

يسأل هذا الطفل والده من سيسكن البيت من بعدنا يا أبي؟ لكنّ كل شيء يفقد معناه بعد هذا السؤال، فليسّ أمامَ الأب الا أن يبكي، لأن هذا البيت لن يبقى على حاله مثلما كان يا ولدي.

عائلة أبو عصب.. لن تغفرَ ولن تسامح... فالنكبة موجعة والمنافي ثقال.. ومنذ عام 1952 هم ملاحقون على حقهم.. على أرضهممن حي البقعة بالقدس إلى منطقة العامود إلى هذا الحي الذي يقع في البلدة القديمة بالقدس، ومن يدري أين سيكون المنفى القادم.