نابلس - نبيل عمرو - النجاح الإخباري - تُجرى الانتخابات البرلمانية في إسرائيل وهي انتخابات تحمل الرقم واحد وعشرين، ونظرا لتأثرنا المباشر في الحياة السياسية الإسرائيلية، فإننا كفلسطينيين تابعنا باهتمام تطورات الحملة الانتخابية، ليس فقط على صعيد عرب الداخل وانما على الصعيد العام، نظرا لأن الكنيست والحكومة التي ستنبثق عنه، ستتخذ بالتأكيد قرارات تمس حاضرنا ومستقبلنا.

وقد تجلى ذلك في الخطابات التي القاها المتنافسون والتي تباروا فيها لاظهار من هو الأكثر استعدادا لالحاق الأذى بالفلسطينيين.

لا نستطيع الهروب من التحديات التي بدأت تطل علينا بصورة مبكرة بالقول ان ما يتوعدنا به المتنافسون هو مجرد محاولة لجمع الأصوات في موسم انتخابي صاخب، صحيح ان هذا هو احد الأهداف الراهنة الا ان الصحيح أيضا هو ان كل ما قيل يجسد التزاما سيفي به المتنافسون، فمالذي يعوقهم ما دام الواقع الفلسطيني والإقليمي والدولي اشبه بقطعة من الجبنة الطرية التي يقطعها سكين القوة والامر الواقع.

لم اشعر بالإحباط جراء ما يقول ويفعل الخصم، فالسذج وحدهم من يتوقعون منه ان يكون رحيما بالفلسطينيين وحريصا على حقوقهم، غير ان ما يسبب لي الما عميقا ولا أقول احباطا هو هذا التردي في حالنا ونحن في سباق حضاري وسياسي مع الخصم الإسرائيلي.

اذكر وحين كانت منظمة التحرير الفلسطينية في اوج قتها ونفوذها، انها حين كانت تقول للعالم ان شعبنا يخوض صراعا حضاريا مع الإسرائيليين، كانت تورد عشرات القرائن الدامغة على تفوقنا في هذا المجال، كنا نقول للعالم ويصدقنا بأننا رغم الاحتلال بنينا مئات او الاف المدارس وعشرات الكليات وعددا مهما من الجامعات، وكنا نورد أرقاما ونسباً لا يرقى اليها شك في مستوى التعليم والتخصص والتفوق، ليس في الوطن فحسب وانما في العالم كذلك، وكان هذا يستند الى حياة داخلية راقية من مؤسسات حديثة غطت كل مستويات الحياة لدى شعبنا أينما وجد، ولم يكن عشوائيا او بلا مغزى ان تأسر إسرائيل عندما احتلت بيروت مركز الابحاث الفلسطيني، الذي كان الأفضل من بين مراكز البحث في زمانه. وكنا أيضا نزهو وبوحدة وطنية راسخة فيها معارضة قاسية ، ولكن ليس فيها انقساما او انفصالا.

وحتى حين كانت بعض الفصائل تختلف كانت الحالة الفلسطينية الراقية تبتلع اختلافها، ولا تسمح بتحويله الى انقسام او انفصال. كانت ديموقراطيتنا ونحن في المنفى تسمى ديموقراطية البنادق، وكانت انتخاباتنا في جميع المجالات النقابية، تلتزم مواعيد مقدسة ولا يسمح لكائن من كان ان يؤجلها او يلغيها.

لم نكن نمتلك آنذاك ارضا نقف عليها سوى ما كنا نقتطعه من هبات بعض الدول، وكنا بعيدين عن الملايين الفلسطينية التي كانت داخل الوطن أكثر حيوية وفاعلية مما هي عليه الان.

نظرة على واقعنا الراهن تعمق الألم في نفوسنا، ومن قبيل المكابرة الوطنية نقول لا مجال لليأس والإحباط. لست معجبا بالحياة الديموقراطية في إسرائيل فيكفيها لطخة قانون يهودية الدولية، غير انني اشعر بالغيرة من كيان هو الوحيد من بين كيانات العالم يحتل شعبا اخر ومن خلال الانتخابات يقول انظروا كيف نحن وكيف خصومنا.