النجاح الإخباري - في مشهد لا يحتاج إلى شرح، ولا يحتمل التأويل…
طفلة تجلس وحدها في زاوية الصورة، على ترامبولين مهجور، كأنها تحاول القفز فوق الموت.

توقفت عن الحركة وهي تبصر مركبة إسعاف شعبية تمضي مسرعة نحو المستشفى، تحمل جرحى وشهداء. في مشهد جمع بين الحياة والموت.

هذه الصورة التي التقطها المصور محمد النجار ليوثق بها حجم الألم في غزة، مثال حي يؤكد مقولة: "رب صورة أبلغ من ألف كلمة" تختزل كل معاني التحليلات السياسية والهرتقات الإعلامية، وتضع الحقيقة في صورة صامتة

الطفلة في الصورة لا تبكي، لا تصرخ، ولا تلعب حتى…
إنها فقط هناك، صامتة كأنها بانتظار ما لا يُقال.
في عينيها أسئلة بلا أجوبة، وفي ظهرها المفرغ من الأجنحة، تتجلّى الطفولة المعطلة.

شُبّان متكدسون في عربة متهالكة، ملامحهم مغروسة في الطين والخوف، خطاهم منطفئة، كأنهم خارجون من ساحة حرب أو في طريقهم إلى أخرى.

في غزة، كل من تبقّى إما جريح، أو مشروع شهيد، أو روح عالقة بين الحياة والموت.