وكالات - النجاح الإخباري - حذر رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال إيال زمير، الوزراء من إصدار أوامر بتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، مؤكداً أن مثل هذه الخطوة قد تعرض حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس لخطر كبير.

جاءت تصريحات زمير خلال اجتماع أمني عقد مساء الأحد، خُصص لمناقشة جهود التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، بحسب ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها القناة 13، القناة 12، وصحيفة "هآرتس".

وأعرب زمير عن قلقه من تصاعد ما وصفه بـ"التعذيب الذي يتعرض له الرهائن"، قائلاً: "هناك إساءة جسيمة للرهائن، ووضعهم خطير". ووفق التقديرات الإسرائيلية، لا يزال نحو 50 رهينة في قطاع غزة، يُرجّح أن 20 منهم فقط على قيد الحياة.

وأضاف رئيس الأركان: "أنا أؤيد هزيمة حماس، لكن كلما عمقنا العملية في هذه المرحلة، ازداد الخطر على حياة الرهائن".

تصريحات زمير أثارت انتقادات حادة من وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي جدّد معارضته لأي اتفاق مع حركة حماس، قائلاً: "يمكن القيام بالأمرين معاً – هزيمة حماس وإعادة الرهائن"، متهماً رئيس الأركان بتمهيد الطريق لاتخاذ قرار سياسي لا يخدم الأمن الإسرائيلي، على حد تعبيره.

وأضاف سموتريتش: "لا يوجد خطر أكبر على إسرائيل من الرضوخ لمطالب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن"، داعياً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى مواصلة "حرب حاسمة وسريعة تدمّر العدو في غزة وتزيل التهديد الذي يشكّله على إسرائيل لسنوات طويلة".

في المقابل، جدّد منتقدو الحكومة الإسرائيلية انتقاداتهم للحملة العسكرية المستمرة في قطاع غزة، معتبرين أنها وصلت إلى طريق مسدود، في ظل تصاعد أعداد القتلى بين الجنود الإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين، دون تحقيق أهداف واضحة على الأرض.

من جهته، أصدر "منتدى عائلات الأسرى والمفقودين" بياناً أكد فيه أن رئيس الأركان "رفع راية سوداء أمام القيادة السياسية"، مشيراً إلى أن الرهائن في وضع حرج للغاية، محذراً من تجاهل التحذيرات العسكرية بشأن تبعات استمرار الحرب في غزة.

وجاء في البيان: "لا يمكن لأي وزير أن يدّعي أنه لم يكن يعلم بتبعات الاستمرار في قتال عبثي ولا نهائي في غزة. الرهائن في خطر داهم، ومنهم من قد نفقده إلى الأبد".

هذا، وانتهى اجتماع الكابينيت الأمني مساء الأحد دون التوصل إلى قرار واضح، فيما فشل اجتماع ثانٍ عقد بعد ظهر الإثنين في حسم الموقف بشأن الخطوات المقبلة.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، يواجه الوزراء ثلاثة سيناريوهات رئيسية: إما غزو شامل لقطاع غزة، أو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يفضي إلى إنهاء الحرب وضمان إطلاق سراح الأسرى، أو مواصلة القتال مع دفع السكان المدنيين جنوباً، مع استمرار الهجمات ضد مقاتلي حماس شمال القطاع.