ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - في ظل عدم قدرة إسرائيل على تحقيق أي من أهدافها المعلنة من الحرب على القطاع غزة، بدأت التساؤلات تزداد في الدولة العبرية، وسط مخاوف "وجودية" للمرة الأولى منذ تأسيس دولة الاحتلال.

وكتب المعلق السياسي الإسرائيلي بن كاسبيت: "للمرة الأولى منذ حرب الاستقلال، نجح أعداء إسرائيل في احتلال قواعد ومدن في الجنوب وأجبروا الحكومة الإسرائيلية على إخلاء مساحة كبيرة من الأراضي في الشمال. الدمار الذي شهدته إسرائيل في فترة قصيرة غير مسبوق. يذكرنا بما حدث لروسيا بقيادة بوتين بعد غزو أوكرانيا. ولكن نحن لسنا روسيا. بوتين يتعافى الآن ويهدد خاركيف مرة أخرى. لديه عمق استراتيجي، ولديه موارد لا تنتهي، ولديه حق النقض. لدينا نتنياهو. نحن لا نتعافى".

وأضاف: "ما فعله نتنياهو بشعار "النصر المطلق" هو بناء توقعات، وتقديم وعود فارغة، وخلق عرض زائف للوضع. لقد تسلق شجرة لا يستطيع النزول عنها. وهذه ليست المرة الأولى. لقد فعل ذلك طوال مسيرته المهنية. لكن هذه المرة مميتة. إنها خطيرة. إنها وجودية".

  • كارثة-

تحت عنوان إسرائيل في طريقها للانهيار؟ "ندور في دوائر - تقودوننا إلى كارثة" عنونت صحيفة معاريف العبرية خبرها الرئيس صباح اليوم، ناقلة عن اللواء احتياط في جيش الاحتلال، "غادي شاماني" قوله في تصريحات إذاعية على راديو 103fm صباح اليوم، أن الجيش يتعثر في قطاع غزة، ولا يفعل شيئًا في الشمال بناءً على أي خطة أو أهداف محددة.  مضيفا: "من الواضح تماما أننا لن نحقق أهداف الحرب".

وأضاف شاماني وهو الرئيس السابق لقسم العمليات في هيئة الأركان العامة وقائد فرقة غزة، شماني قال: "أعتقد أن الوضع إشكالي للغاية، ونحن نرى النتائج. الجيش الإسرائيلي يتعثر في القطاع، ولا يفعل شيئًا في الشمال بناءً على أي خطة أو أهداف محددة، وهذه هي النتيجة. نرى قيادة، إذا كان يمكن تسميتها قيادة، منقسمة وممزقة، لا توجد قيادة حقيقية، لا يوجد شخص بالغ مسؤول، لا يوجد من يقود الخط، الجميع يتبعون نفس النهج. أعتقد أنه من الواضح أننا لن نحقق أهداف الحرب المحددة. سيكون هناك ضربات لحماس، لكن لن يكون هناك انهيار عسكري أو حكومي؛ لأننا لا نتحدث عن ذلك.

من الصعب رؤية كيفية استعادة جميع الرهائن. الحكومة تحكم علينا بالتعثر لسنوات، مع وقوع ضحايا، وعزل الدولة، وتضرر الاقتصاد بشكل كبير. الأخطر من كل ذلك هو التآكل الدراماتيكي في مكانة الدولة. حتى السابع من أكتوبر كنا نعتبر قوة إقليمية. هذا سيجلب إلينا الكثير من المشاكل."

بالنسبة للحكم المستقبلي في قطاع غزة، قال شماني: "أنا آخر من يقول إنه من السهل إيجاد بديل وإدخال السلطة الفلسطينية أو قوة دولية. هذا أمر معقد، ويحتاج إلى استعداد جدي. ليس لدي شك في أنه يجب أن يكون هناك فترة زمنية، إذا كنت ترغب في إحضار جهة لتتحمل المسؤولية هناك، يجب أولاً إضعاف حماس بشكل كبير، أكثر بكثير مما هي عليه اليوم. فقط من خلال جهد مشترك، يمكن الشروع في تجربة، ولا يمكن القول إنها ستنجح بالتأكيد. البديل هو نفس التعثر لسنوات".

عن المناورة العسكرية، قال: "نسير في دوائر. نعيد الجيش مرة أخرى للقتال في جباليا، في خان يونس، ونعود لنشهد إصابات من جديد. في الشمال، لم تُحدد أي أهداف، لا توجد أي خطة. الحد الأدنى الذي كان يجب أن يحدث هناك هو السيطرة على المنطقة التي تُطلق منها النيران على المستوطنات.

الجيش الإسرائيلي جيش صغير لا يستطيع القتال في جبهتين، فما الذي يحدث الآن؟ نذهب إلى قانون التهرب من الخدمة الذي سيزيد من الضغط على الجنود. أعتقد أن الغالبية العظمى من قوة الجيش لا تزال في الضفة الغربية. أرى بالفعل استياءً بين الجنود، خاصة بين قوات الاحتياط".

في ختام تصريحاته، قال شماني: "هذه الحكومة تقودنا إلى كارثة. أنا أؤيد الضغط العسكري الحالي على القطاع. لا أفهم لماذا تم إيقافه لعدة أشهر.

عندما كان الجيش الإسرائيلي في ذروة الهجوم، أوقفوا الهجوم لأكثر من شهرين. كان يجب مواصلة الضغط والوصول إلى صفقة بأسرع وقت ممكن. أعتقد أن الضغط يساعد في سياق الصفقة، ولكن عندما تتاح الفرصة يجب اغتنامها، حتى لو كان ذلك يعني وقف القتال في الجنوب.

إذا لم نوقف القتال في الجنوب، لن نتمكن أبدًا من التعامل مع الشمال. نحن ندخل الدولة في تعقيدات قد تنتهي في نهاية المطاف بفشل ذريع. بدون قانون تجنيد عادل، يحمل فيه كل مواطن في الدولة العبء بشكل ما، لن نتمكن من البقاء في هذه المنطقة. هذا حاجة وجودية".