النجاح الإخباري - قالت مصادر رفيعة في الولايات المتحدة إن البيت الأبيض فوجئ برد فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تصويت مجلس الأمن الدولي على هذه الخطوة، مما أثار شبهات بأن الدافع وراءها هو اعتبارات سياسية إسرائيلية داخلية. 

إضافة إلى ذلك، ذكرت المصادر أن واشنطن ليست قلقة من إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي، وذلك لأن العديد من أعضائء الوفد يتواجدون بالفعل في واشنطن ضمن زيارة وزير الحرب يوآف غالانت المتواجد في العاصمة الأميركية منذ يومين.

في غضون ذلك، افادت هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة أن نتنياهو لم يبلغ مجلس الحرب بقراره وقف زيارة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، وهو ما قد يفجر أزمة جديدة بين اقطاب المجلس.

وعلى مر السنين، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد العشرات من قرارات مجلس الأمن التي تنتقد إسرائيل؛ فهي نادراً ما امتنعت عن التصويت، وعندما تفعل ذلك، كما يقول المحللون، فإنها تمثل إشارة واضحة إلى استياء واشنطن من التصرفات أو السياسة الإسرائيلية.

وقال ريتشارد جوان، الخبير في الشؤون المتعددة الأطراف في مجموعة الأزمات الدولية: "المتغير الحاسم هو أن إدارة بايدن من الواضح أنها ليست سعيدة بالوضع العسكري الإسرائيلي الآن، وكان السماح بتمرير هذا القرار إحدى الطرق الناعمة نسبيًا للإشارة إلى قلقها".

وأضاف: "الامتناع عن التصويت هو تلميح غير مشفر لنتنياهو لكبح جماح العمليات، وخاصة في رفح".

وتقول تقديرات العديد من المحللين الأميركيين إن تجنب استخدام الولايات المتحدة للفيتو في مجلس الأمن، يظهر خيبة الأمل الأميركية بعد عدم استجابة إسرائيل لطلبات الإدارة في موضوع المساعدات وفيما يتعلق بقتل المدنيين، وفي غياب صياغة استراتيجية خروج في اليوم التالي. أضف إلى ذلك، فهذه الخطوة تنسجم مع تصريحات بايدن وكبار مسؤولي الإدارة بأن إسرائيل إذا لم تغير سياساتها وسلوكها فإنها ستفقد الدعم الدولي وقد تجد نفسها معزولة.

وقد ظهرت دلائل بارزة على ذلك في الأيام الأخيرة في تهديدات دول رئيسية على الساحة الدولية مثل كندا وبريطانيا العظمى وألمانيا بدراسة استمرار العلاقات الأمنية بينها وبين إسرائيل.