خاص - النجاح الإخباري - قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، خلال ندوة حول "الأداء السياسي في طوفان الأقصى وشرعية التمثيل"، إنه لابد من العودة للانتخابات وحق الشعب في اختيار من يقوده، داعياً إلى ترتيب البيت الفلسطيني واختيار قيادة فلسطينية تحت إطار منظمة التحرير.

"أنا قادم من الصين على طريقة "اطلبوا المصالحة ولو في الصين"، تابع بدران.

وأضاف: "ذهبنا لآخر الدنيا للبحث عن المصالحة، ولكن يجب أن نعرف أننا لا يمكن الوقوف على تواريخ وأحداث مضت نحن لسنا في الستينات ولا التسعينات، البعض يعتقد أننا نعيش في زمن أوسلو- نحن لسنا هناك أبدا".

ومضى قائلاً: "وهناك بالطبع أحداث ضخمة لا يمكن تجاوزها، وكان آخرها وأضخمها أحداث السابع من أكتوبر أو المسمى "طوفان الأقصى"، سواء لمن أحبها أم لم يحبها.. لا يمكن اعتبار ما قبل هذا التاريخ كما بعده ومن يظن ذلك لديه عمى سياسي".

"طوفان الأقصى حدث فرض نفسه على الجميع، وبالتالي البقاء في نفس المربعات والمصطلحات القديمة لم يعد ينفع، نحن نعيش الواقع". قال بدران خلال الندوة.

وأكد بدران على أنه لا يمكن لأحد أن يتحدث عن فكرة إيجاد بديل لمنظمة التحرير، ويجب بالأصل ألا تكون موضوع نقاش، لأنه لا أحد بالساحة الفلسطينية يطرح بديل عن منظمة التحرير على الأقل لدينا في حماس وهو موقفنا الواضح المعلن، حتى عندما طرحنا مؤخرا في موسكو وبيروت قلنا نريد قيادة للشعب الفلسطيني تحت إطار المنظمة.

وتابع بدران" "يجب على منظمة التحرير حتى تكون معبرة عن الصوت الفلسطيني أن تضم الجميع، لكن أغلب الفصائل الوطنية كحماس والجهاد والصاعقة والجبهة والمبادرة وغيرها من فصائل مقاومة، مغيبة عن اللجنة التنفيذية وهي أعلى جسم للمنظمة".

وشدد بدران على أن "منظمة التحرير وجسمها الأعلى اللجنة التنفيذية، من يتغيب عنها "حماس والجهاد والجبهة والمبادرة والصاعقة وغيرها من فصائل مقاومة غير موجودة وشخصيات وطنية معروفة غير موجودة".

ومضى قائلاً: ""القضية ليست قضية حماس، بل هناك غالبية عظمى من الشعب الفلسطيني غير ممثلة في منظمة التحرير، وبالذات في اللجنة التنفيذية سواء من الفصائل أو نخب أو اتحادات وغير ذلك".

واكمل حديثه بالقول: "الآن نحن نعيش تحت احتلال ولسنا دولة مستقلة، بالتالي الحديث عن أن الشرعية تأتي فقط بالانتخابات في ظل شعب تحت الاحتلال غير مجدي".

وحدد بدران حسب رأيه أن الشرعية لها ثلاثة أنواع لدى الفلسطينيين:

"الشرعية الأولى والمهمة هي شرعية المقاومة والنضال، والمقاومة هي التي دخلت كل القوى والفصائل في منظمة التحرير لرأس الهرم من خلال أعمالها النضالية، وهي التي جعلت فتح تتربع على عرش منظمة التحرير.أما اليوم فمن الواضح أن من يقود المقاومة في هذه الفترة هي حماس والجهاد وآخرين من الفصائل".

"الشرعية الثانية،- بحسب بدران- هي شرعية الصندوق والانتخابات، وعندما عدنا للانتخابات عام 2021، ألغى أبو مازن، إتمامها في اللحظة الأخيرة، وحرم الشعب من حقه في اختيار قيادته". كما يقول القيادي في حركة حماس.

كما يعتقد بدران أنه "لو أتمت الانتخابات حينها، ربما نحن اليوم لسنا في هذا الوضع الحالي، وربما لما اضطرت المقاومة وحماس الاتجاه لمعركة طوفان الأقصى، لو أننا رتبنا البيت الفلسطيني في العام 2021".

وبحسب القيادي البارز في حركة حماس التي تعيش مخاضا كبيرا بسبب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة ومحاولة إخراجه من المشهد، فأن الشرعية الثالثة قد تكون شرعية الإنجاز.

وتسأل قائلا:"فما هو الإنجاز على الأرض؟ الانجاز السياسي الاقتصادي، الانجاز في الحريات والانجاز في العمل المدني، وهذا أيضا مايراقبه الناس، وهو محل نقاش".

وتابع: "نحن في حركة حماس واضحين ومباشرين، الحديث مرة أخرى عن التزامات لمنظمة التحرير ووضع شروط لدخول المنظمة تجاوز الثورات الحالية، فهل يعقل أن يطلب من أحد الفصائل العودة للمقاومة السلمية؟ في ظل حرب ضروس، المقاومة أثبتت فيها قوة غير مسبوقة والاحتلال يحاربنا بكل الأسلحة في العالم؟ هل يمكن أن يطلب من الفصائل شرط الاعتراف بإسرائيل وهو أهم شرط لدخول المنظمة؟ هل من المعقول المطالبة بالتزام مر عليه الزمن؟".

وتابع: "نحن في المجال السياسي واقعيين ونعرف موازين القوى، ويجب أن نتعامل مع الوضع الحالي كما هو. وليس على قاعدة الاستسلام الموجود، بل على قاعدة ترتيب البيت الفلسطيني، لنخاطب العالم كله بصوت واحد، ونحن قادرين على أن نلزم كثيرمن الأطراف بالموقف الفلسطيني خاصة عندما يكون موقفا منطقيا".

وواصل حديثه بالقول: "نحن طرحنا منذ الشهر الأول للحرب فكرة تشكيل حكومة توافق وطني فلسطيني ولا تكون الفصائل هي الأساس فيها، بل تكون مرجعيتها أو هي التي تشرف على هذه الحكومة أو تختارها. وهذا بالضرورة يعني أن حماس لا تريد أن تنفرد بالحكم في غزة".

واختتم حديثه بالقول: "فتح حركة سياسية وليست هامشية، ولكن في هذه الحرب السلطة وفتح حضورهم لا يتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم، إخوانا في فتح والسلطة غائبين وليسوا في صورة الوضع بما يجري بالمفاوضات الحالية".