النجاح الإخباري - يروي قائد منتخب فلسطين السابق لكرة القدم صائب جنديّة (48 عاما) كيف قلبت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي حياته رأسا على عقب كما فعلت بكل أبناء قطاع غزة

ويحكي صائب الذي ترك حي الشجاعية بمدينة غزة في الأيام الأولى من الحرب كيف تحول هو وأسرته إلى نازحين بملعب نادي الاتحاد في دير البلح الذي اعتاد ارتياده يوميا لتدريب الناشئين ومتابعة مباريات كرة القدم بين الفرق المحلية في القطاع. 

ويقول "صائب جندية كان يبدأ صباحه وينهي يومه بنشاط رياضي، اليوم أصبح يبدأ صباحه بالبحث عن المياه الحلوة والماء المالحة والحطب والغاز والمواد التموينية لأبنائي وكيف نشحن الهاتف الجوال والبطارية للإنارة في الليل، وأنتظر أن تتوقف هذه الحرب".

واضطر صائب جندية الحائز على ميدالية برونزية في البطولة العربية لكرة القدم مع منتخب فلسطين عام 1999 إلى ترك منزله الذي دمره القصف الإسرائيلي بالكامل كباقي مساكن الحي الذي يشتاق إليه دائما. 

يتجول الرجل بين مدرجات الملعب وبين الخيام فيرى كيف حلت مكان العشب الأخضر وبين غرف اللاعبين او تبديل الملابس او المعدات الرياضية التي تحولت إلى مساكن مؤقتة.

ويضيف صائب "كل أبناء فلسطين أصبحوا نازحين، حتى الذي لا يزال يعيش في مدينته ولم يخرج من بيته يستضيف أسرة أو اثنتين أو ثلاثا، الأمر صعب جدا، لذلك ندعو الله أن تنتهي هذه الحرب في أسرع وقت لنعود إلى أماكننا ولأرضنا ولبيوتنا، والذي لديه بيت يرجع إليه والذي دُمر بيته يعمره ونعيش في خيام، وإن شاء الله ربنا يسلمنا جميعا". 

واستطرد قائلا "كل ما يحصل ليس جديدا علينا، من عام 2000 ونحن في انتفاضة وفي حروب، النشاط الرياضي لم يتوقف وكنا دائما نمارس النشاط الرياضي في المنتخبات الوطنية لرفع اسم فلسطين في المحافل العربية والآسيوية والدولية". 

ويترقب صائب بفارغ الصبر مباريات المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم الذي يتدرب خارج الأراضي الفلسطينية، فيقول "نحن على مقربة من 6 يونيو حزيران موعد مباراة منتخب فلسطين مع المنتخب اللبناني، و11 من الشهر نفسه مباراة مع المنتخب الأسترالي، وإن شاء الله تكون النتيجة إيجابية بوصول فلسطين للمرة الأولى إلى الدور الثاني في التصفيات المؤهلة لبطولة العالم لكرة القدم".

ويقول "هذه الحرب ليست جديدة علينا، صحيح أن الدمار كبير، ولكن الشعب الفلسطيني قادر على النهوض من جديد وخاصة الوسط الرياضي، لأننا نعرف أننا نحمل رسالة شعب".