وكالات - النجاح الإخباري -  أعلنت إسرائيل وبولندا، اليوم الأربعاء، انتهاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين التي استمرت سنوات على خلفية إصدار وارسو قانونا يحد من قدرة اليهود على استعادة ممتلكاتهم التي فقدوها إبان الحرب العالمية الثانية، وما تبعه من تجميد رحلات طلاب الثانوية الإسرائيليين لمعسكرات الإبادة النازية في بولندا.

جاء ذلك خلال لقاء جمع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ونظيره البولندي زبيغنيو راو في إسرائيل.

وخلال اللقاء، أعلن الاثنان انتهاء الأزمة بين البلدين وعودة السفير البولندي إلى إسرائيل، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وقال كوهين في تغريدة على حسابه في "تويتر": "صفحة جديدة في العلاقات مع بولندا (..) التقيت اليوم بوزير الخارجية البولندي واتفقنا على عودة السفير البولندي إلى إسرائيل وإنهاء الأزمة بين البلدين. كما وقعنا على عودة وفود الشباب إلى بولندا".

وأضاف: "بولندا عنصر مهم في أوروبا اليوم، وسنواصل معًا تعزيز القضايا السياسية مثل النضال الحازم ضد إيران النووية".

وتزايدت التوترات بين البلدين، خلال العامين الماضيين، على خلفية وقف تل أبيب رحلات الشباب الإسرائيلي إلى معسكرات الإبادة في بولندا.

وتطالب بولندا بتغيير خطة برنامج الرحلات حتى لا تتسبب في "تعزيز الصور النمطية الزائفة تجاه البولنديين".

ومنتصف 2022، أعلن يائير لابيد وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، إلغاء تل أبيب رحلات تعليمية إلى بولندا للألاف من طلاب المدارس الثانوية، عازيا ذلك لأسباب تتعلق بـ"مناهج الهولوكوست".

وفي تصريحاته، قال لابيد إن بولندا منعت الوفود الإسرائيلية من التعرف على دور المواطنين البولنديين في التعاون مع النازي أثناء الهولوكوست.

وفي أغسطس/آب 2021، قال نائب وزير الخارجية البولندي باول جابلونسكي إن بلاده تبحث جدوى استمرار وجود رحلات الشباب الإسرائيلي إلى بولندا، معتبرا أن "هذه الرحلات لا تتم بشكل صحيح. حيث تشهد بعض الأحيان غرس كراهية بولندا في رؤوس الشباب الإسرائيلي".

في السنوات الأخيرة، أعرب البولنديون عن استيائهم من رحلات الشباب الإسرائيلي إلى بلدهم، وخاصة من مظاهر القومية الإسرائيلية - حيث يلف الشبان أنفسهم بالأعلام الإسرائيلية.

يشار إلى أن رحلات الشباب الإسرائيلي إلى بولندا هي أحد الأنشطة الرئيسية في نظام التعليم الإسرائيلي حول التوعية بالمحرقة النازية (الهولوكوست)، حيث أصبح السفر إلى بولندا أحد أهم الظواهر في تشكيل ذكرى المحرقة في أواخر القرن العشرين.

ويتم كل عام في ذكرى المحرقة، تنظيم رحلات لشباب إسرائيليين للتعرف على حياة اليهود خلال الهولوكوست لاسيما في معسكر الإبادة في أوشفيتز ببولندا.

وكانت بولندا أول دولة يغزوها ويحتلها نظام أدولف هتلر ولم يكن لديها حكومة متعاونة على الإطلاق.

وكافح أعضاء المقاومة البولندية والحكومة في المنفى لتحذير العالم من القتل الجماعي لليهود، وخاطر الآلاف من البولنديين بحياتهم لمساعدة اليهود.