عاطف شقير - النجاح الإخباري -  

قال خبير إسرائيلي في علم الزلازل: "إن مسألة حدوث زلزال كبير في فلسطين ما هي إلا مسألة وقت، في حين حذر مسؤول آخر من أن الزلزال القادم سيؤدي إلى وقوع أعداد كبيرة من القتلى ودمار كبير في المباني.

وقال مدير لجنة التوجيه بمجلس الوزراء الإسرائيلي أمير ياهاف، لوسائل إعلام إسرائيلية:" إن الزلزال القادم سيؤدي إلى مقتل 7 آلاف شخص وإصابة حوالي 370 ألفا آخرين، وسيؤدي أيضا إلى تدمير نحو 28 ألف منزل ومبنى تدميرا كاملا وتضرر 290 منزلا ومبنى بشكل جزئي، وعلى وجه الخصوص المباني التي أنشئت قبل عام 1980، مما سيجعل 170 ألف شخص بلا مأوى.

"النجاح الإخباري" التقت الدكتور جلال الدبيك مدير مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث في جامعة النجاح الوطنية ونائب رئيس الهيئة الوطنية للتخفيف من أخطار الكوارث للتحدث عن حدوث زلزال في فلسطين في الفترة القادمة.

 النجاح الإخباري: تحدث خبير اسرائيلي في مجال الزلازل أن مسالة حدوث زلزال كبير في فلسطين مسألة وقت، ما تعليقك على هذا القول؟
 الدبيك: حقيقة بالنسبة للزلازل، فان الدراسات التي اجريت سواء أكانت فلسطينية أو أردنية أو دولية، اظهرت هذه الدراسات جميعها ان المنطقة تعرضت تاريخيًا للزلازل في اكثر من بؤرة، وتعرضت لزلازل مشابهة مضيفًا نحن نقع على حفرة الانهدام، وهناك صدوع ارضية، وهناك حوالي 4 صدوع زلزالية في المنطقة، كل صدع قوة زلزالية محددة، وبالتالي الموقع والصدع والنشاط الزلزالي التي تشهده المنطقة مبينًا ان هناك زلازل حدثت في جنوب البحر الميت وفي شماله وفي بيسان وفي اصبع الفارعة الكرمل، و لكن لا يستطيع احد التنبؤ بموعد الزلزال ونتيجته.

النجاح الاخباري: ما هو المتوقع في قادم الأيام؟


الدبيك: الزلزال المتوقع قد تصل درجته من 6- 7 درجات حسب مقياس ريختر، اذا كان مركزه البحر الميت منطقة الغور، أما إذا كان اصبع الفارعة الكرمل أو شمال بحيرة طبريا قد يصل الى درجة 8 درجات على مقياس ريختر.
 واضاف كل مئة سنة يحدث زلزال في منطقة البحر الميت، و زلزال اصبع الفارعة الكرمل يحدث كل 200 سنة الى 300، و اخر مرة حصل الزلزال كان مركزه في البحر الميت عام 1927 واخر زلزال في منطقة الفارعة كانت عام 1759 و لكن الزلزال الذي يخاف منه المختصون هو الزلزال الذي يكون مركزه شمال بحيرة طبريا ويحصل فيه دمار هائل وكان هذا عام 1202.

النجاح الاخباري: ما سيناريوهات الزلازل التي تحدث عنها الخبراء؟ 
الدبيك: هناك اربعة سيناريوهات يتحدث عنها الخبراء:
زلزازل حصل جنوب البحر الميت والنقب وسيناريو تحدث عن زلازل شمال البحر الميت وسيناريو مركزه اصبع الفارعة الكرمل و كذلك سيناريو شمال بحيرة طبريا.
والسيناريو المتوقع حدوثه هو شمال البحر الميت او اصبع الفارعة الكرمل، وهو يعتمد اين مركز الزلازل وكم يبتعد عن السكان، وكلما اقترب كان تاثيره اكبر وعمق الزلازل عندنا في فلسطين محدوة وهي تعتمد على نوعية التربة وطبوغرافية الموقع ونوعية البناء وادراة الكوارث.
 واضاف هذه السيناريوهات تقريبية وليست يقينية مئة بالمئة وتعتمد على مجموعة من البرامج ومجموعة متغيرات معقدة، وجامعة النجاح استخدمت برنامج لتحليل الزلازل هو برنامج امريكي للتحليل الزلازلي وكل المناطق تستخدمه، موضحا ان المنطقة باكملها تتجه نحو اجراء سيناريو شامل لفحص للزلازل على مستوى الامم المتحدة.
النجاح الإخباري: واذا حدث الزلزال لا قدر الله كيف لنا ان نقلل الخسائر؟
 الدبيك: حينما يحدث الزلزال لا نستطيع ايقافه فلا بد من التقليل من مخاطره، فالزلزال يؤثر على المباني وعلى المدارس وعلى المستشفيات وشبكة الصرف الصحي وعلى الجسور والمطارات وعلى الطرق والمواد الكيماوية وعلى جميع مجالات الحياة موضحًا لا بد لهذه المنشات ان تكون مهيئة لمواجهة هذا الزلازال والاهتزازات الارضية، ولا بد من تصميم زلزالي للمباني، وهذا التصميم ليس معقدا ولا مكلفا واجرينا خلال السنوات الماضية العشرات من الدورات للمهندسين حول هذا التصميم. 
و أضاف "أن مواجهة الزلازل بحاجة إلى تكاتف المؤسسات وجميع الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني لانها تؤثر على جميع مناحي الحياة، فلا بد من خطة وطنية شاملة يشارك فيها الجميع،  وهناك مؤسسات لها دور اكبر مثل وزارة الحكم المحلي والصحة والدفاع المدني واتحاد المقاولين الفلسطينيين ونقابة المهندسين وكذلك الجامعات للبحث العلمي والتطوير ،والمواطن مسؤول وصانع القرار كذلك، وهذه الجاهزيةللمؤسسات والمباني والانسان.

النجاح الاخباري: هل هناك تشريعات بهذا الخصوص؟

الدبيك: هناك نقص في القوانين والتشريعات، وخلال الثلاث سنوات الماضية، تم بناء فكرة المركز الوطني لإدارة المخاطر والكوارث تحت رئاسة رئيس الوزراء، وهذا سينبثق خلال اسابيع او اشهر على الأقل، وهناك موافقة اولية من قبل مجلس الوزراء وقريبا سيتم فتح المركز، ونحن كجامعة نمثل الاكاديمين والباحثين فيه وهو جزء من عملنا اليومي .
وسيكون هناك دورات تدريبية لممثلي الوزارات والدفاع المدني والبلديات وسيكون هناك برنامج مجاستر لادارة مخاطر الكارثة وكذلك دبلوم للتعرف على مخاطر وادرارة الكوارث.


النجاح الإخباري: ولكن البنية التحتية لشعبنا الفلسطيني لم تتطابق مع التصميم الزلزالي؟
 الدبيك: بداية العمل الصح يجب ان تكون حسب المفاهيم الدولية، من الان نبدأ بالخطة وايقاف التدهور، والمباني يجب ان تكون حسب الاصول وكذلك الاستراتيجية المتبعة مع المباني القديمة سيتم متابعته من خلال تقويتها وتدعميها وهي مكلفة ولكن هناك برامج دولية تمول هذه المشاريع.
ولا بد الاشارة، إلى المطارات والموانئ والحدود، أين هي، وهناك ضعف في الحالة الفلسطينية بسبب الاحتلال فتدخل الجيوش والطائرات تخفف من حدة الكارثة، واذا حدث زلزال قوي سيكون الجانب الفلسطيني الحلقة الاضعف في الموضوع بسبب عدم  توفر المطارات والموانئ، لان المطارات الاردنية والاسرائيلية ستكون مشغولة بحالها، و ستتأخر المساعدات الدولية وسترتفع الساعات السوداء والمقدرة ب 76 ساعة وهذا سيساهم في زيادة الضحايا وهدم المنازل.
 النجاح الإخباري: ما هي النصائح التي توجهها للمواطنين لتخفيف الاضرار جراء حدوث الزلزال لا قدر الله؟
 الدبيك: في هذا الوقت لا بد من برامج التوعية لتعالج جميع هذه القضايا من المختصين والمهندسين، وكل الاختصاصات،و كيف سيتصرف المواطن سواء اكان في الشارع او البيت او السوق او البحر ،وهناك تفاصيل على موقع جامعة النجاح للاستفادة من ذلك.
النجاح الاخباري: وبالنسبة للمباني القديمة هل تشكل خطورة أكبر على السكان؟
الدبيك: شاركت في معالجة مباني في مدينة نابلس وكذلك في القدس من خلال تقوية هذه المباني دون المس بطبيعة هذه المباني وهي اكثر كلفة في إعادة تأهيلها، وهي اكثر خطورة بسبب العمر والنظام الانشائي وهذا ما ظهر خلال زلزال عام 1927 فلقد كانت الخسائر كبيرة في المباني، و لا بد من معالجتها علميا.  
كلمة اخيرة
 الدبيك: شعبنا الفلسطيني يملك الامكانات الكاملة، و من خلال 2-3  سنوات ستعدل درجة رفع الجاهزية بالنسبة للمؤسسة وصانع القرار وبالنسبة للانسان والمنشات، ويجب استغلال الجانب الايجابي لدى شعبنا للتغطية على نقاط الضعف، وعودة التخطيط في البلد وعناصر القوة  كي تغطي على اسباب الاحتلال.
و اضاف يجب العمل على تعديل اليات البناء من خلال مواد البناء وعدد الطوابق حسب طبيعة المناطق، ففي المناطق الاقل انحدار ا يجب تقليل عدد المباني، ولكن عندنا كثافة سكانية في هذا الجانب ومدينة نابلس تعاني من هذا الجانب.