وكالة أنباء العالم العربي - النجاح الإخباري -  قال شهود عيان إن الجيش السوداني قصف بالمدفعية الثقيلة اليوم الاثنين مواقع وتمركزات لقوات الدعم السريع في الخرطوم، كما استمرت الاشتباكات بين الطرفين اليوم بمدينة أم درمان.

وذكر الشهود أن الاشتباكات وقعت بالقرب من المنطقة الصناعية في أم درمان، قرب مقر الاحتياطي المركزي التابع للشرطة.

وقال أنور بابكر، أحد سكان أم درمان، في حديث لوكالة أنباء العالم العربي إن قوات الدعم السريع تشن هجمات متكررة منذ أيام على مقر شرطة الاحتياطي المركزي للسيطرة عليه.

وأضاف أن منطقة وسط أم درمان تحولت إلى ساحة معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط إغلاق معظم المحال التجارية ونقص حاد في السلع الغذائية.

وفي الخرطوم، قال شهود عيان إن قصفا مدفعيا استهدف تمركزات لقوات الدعم السريع جنوب وشرق المدينة. وذكر الشهود أن طائرات استطلاع تحلق في سماء مدن العاصمة الثلاث منذ الصباح.

واستمر القتال منذ منتصف أبريل نيسان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تشهد العاصمة معارك يومية على نحو ينذر بحرب أهلية طويلة الأمد، خصوصا مع اندلاع صراع آخر بدوافع عرقية في إقليم دارفور غرب البلاد.

وتحاول قوات الدعم السريع السيطرة على الخرطوم، بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مناطق أم درمان وبحري والخرطوم، التي تشكل العاصمة الكبرى.

*أوضاع كارثية من ناحية أخرى، أعلنت "غرفة طوارئ جنوب الحزام"، أن الأسر الموجودة في مناطق الصراع بالعاصمة تعيش أوضاعا "إنسانية صعبة وكارثية"، وفي حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

وقال الناطق باسم الغرفة محمد كندشة في تصريح صحفي اليوم الاثنين، إنه مع توقع عودة بعض الأسر رغم نيران الحرب "وقد بدأت بعض الأسر فعليا التوافد على العاصمة الملتهبة، فإن المخزون المادي والغذائي للأسر على وشك النفاد، وتجففت الأسواق بشكل تدريجي بسبب المخاطر التي يتعرض لها التجار".

وحذر من أن هذا المؤشر "ينذر بكارثة أخرى مصاحبة للحرب وهي مجاعة قد تودي بحياة العشرات من المدنيين غير القادرين على شراء السلع الاستهلاكية لتغطية متطلباتهم الأساسية وسد رمقهم".

وأشار أيضا إلى أن القطاع الصحي كذلك "يشهد انهياراً بسبب انقطاع الإمدادات الطبية ونقص الكوادر الطبية وتوقف معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة بسبب الاشتباكات".

وناشد كندشة طرفي النزاع لفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات "كما نرجو من جميع المنظمات التي تعمل في مجال تقديم المواد الغذائية وتوفير الإمدادات الصحية السعي لإيجاد طريقة في أسرع وقت لنجدة المواطنين".

وعندما اندلع القتال في أعقاب خلافات حول خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا للانتقال إلى حكم مدني بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية عام 2019.

وتوصل الطرفان المتحاربان لعدة اتفاقات لوقف إطلاق النار بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، لكن المفاوضات التي جرت في جدة تم تعليقها الشهر الماضي بعد أن تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بانتهاك الهدنة بينهما، وهو اتهام يكيله كل طرف للآخر بشكل متكرر.

وأعلن الجيش السوداني يوم الخميس أن وفده عاد من مدينة جدة إلى السودان للتشاور، مع الاستعداد لمواصلة المباحثات "متى ما تم استئنافها بعد تذليل المعوقات".