النجاح الإخباري - الحرب نقيض الحياة، تجتث حتى أدق معالمها، لا تنسف البيوت والأحياء فحسب بل تأخذ من الأرواح أكثر مما تأخذ من الأجساد، ومن بين أنقاض المنازل وتحت رماد الذكريات، تنبض قلوب الفلسطينيين بحكايات تحمل بين سطورها الأمل رغم مرارة الواقع.
ففي قلب المعاناة الإنسانية التي يعيشها أهالي قطاع غزة، يبرز اسم الطالب موسى علاء موسى رشوان، طالب في المستوى الثاني من كلية الحقوق بجامعة الأزهر في غزة.
موسى، الذي شهد عامًا كاملًا من ويلات الحرب والنزوح، يروي قصته كرمز للأمل والعزيمة في وجه التحديات، يقول:
"إن حديث اليوميات في غزة وحده محتوى من الألم اللامنتهي، ومجرد قدرتنا على الكلام هي تحدٍ وإصرار على البقاء بعد كل ما رأيناه وعشناه من أهوال"، هكذا بدأ موسى حديثه. ككثير من أهالي القطاع، اضطر للنزوح أربع مرات، كل مرة كان ينقلب فيها ميزان الأمان إلى حالة من الخطر الملموس. بينما ينزح مع عائلته، كان يشعر بأن الموت يلاحقه، لكن الخطر الحقيقي الذي كان يهدد موسى هو فقدان أحبابه، ليس الموت بل فراق الأحبة. يقول: "الحسرة مش على الي بموت، الي بموت برتاح لكن الي بعيش عمره ما بكون طبيعي أو برجع للحياته السابقة، لهيك ما كنت خايف من اشي بقدر خوفي من الفقد".
الحياة في غزة كانت تعني القلق المستمر، فقد كان يتنقل بين الأماكن بحثًا عن الإنترنت. في إحدى المرات، سافر موسى إلى مناطق القتال في رفح، يحمل بين يديه واجبًا جامعيًا، متحديًا الخطر ليؤدي مهمته الأكاديمية. يضيف موسى: "كنت أذهب إلى أماكن خطيرة لتسليم واجباتي، فقط لأنني كنت أريد أن أتعلم".
يؤكد موسى أن التحديات لم توقفه، بل زادته إصرارًا على تحقيق أحلامه. "كنت عازمًا على إكمال مسيرتي التعليمية رغم كل ما يحدث حولي. كان الفضل الأول لله، ثم لوالدي وعائلتي الذين شجعوني".
مع التحاقه بمبادرة جامعة النجاح الوطنية، وجد موسى ضوء الأمل وسط ظلام الحرب، يقول: "أوجه رسالتي لجميع الطلبة بأن يسجلوا في هذه المبادرة المتميزة. جامعة النجاح هي صرح تعليمي كبير، توفر لنا فرصة لتحقيق طموحاتنا".
وفي ختام حديثه، عبر موسى عن أمنيته في زوال هذه الغمة عن شعبه، قائلاً: "أتمنى العودة إلى جامعتي، جامعة الأزهر، والعودة للعمل مع إخوتي في حركة الشبيبة الفتحاوية، لأكمل مشواري التعليمي في شوارع المدينة التي أحببتها".
قصة موسى تعكس تجارب الآلاف من الشباب الفلسطينيين الذين يواجهون صعوبات كبيرة في سبيل التعليم، ولكن إرادتهم القوية تجعلهم مصدراً للأمل في مجتمع يعاني. بفضل المبادرات مثل تلك التي تقدمها جامعة النجاح الوطنية، يستمر الشباب الفلسطيني في السعي نحو تحقيق أحلامهم، رافضين الاستسلام لواقعهم الأليم.