النجاح الإخباري - في أحدث أعماله، يختار المسرحي اللبناني يحيى جابر العزف على وتر الحرب لاستخراج الحب، ونقل الشارع اللبناني كما هو إلى مسرح يبتعد عن التمثيل ليقترب من الأداء الواقعي، بإشراك شباب من مختلف الطوائف مهمشين وعاطلين عن العمل من حارات المناطق المكتظة وأزقة المدن.

وفي مسرحية "هنا بيروت" يعرض هؤلاء الشباب همومهم الاجتماعية بلغة طائفية ومذهبية غالبا ما تتردد في المجتمع اللبناني، وتدور الأحداث على خط تماس طائفي في قهوة واقعة على مفترق طرق بين مناطق سنية وشيعية متداخلة، يشوب التوتر العلاقات بين سكانها وتخلص "هنا بيروت" إلى أن المسرح والموسيقى هما لغة وحيدة بإمكانها إزالة الحواجز الطائفية النفسية، في مجتمع زادت الحرب الأهلية من تحصن اللبنانيين فيه وراء طوائفهم.

وعن مدى قدرته على التغيير في المجتمع اللبناني، يجيب جابر بسخرية بأن هذه المسرحية ليس هدفها أن تغير شيئا، لكن "أعتقد أني ساهمت في إلغاء مجموعة قتلة. هؤلاء الشباب كانوا يا قاتل يا مقتول وبخدمة الزعيم. هنا صاروا مواطنين".