غازي مرتجى - النجاح الإخباري - كتب غازي مرتجى

 

(1)

لم يكُن القرار سهلًا وكانت المُهمة أشبه بالمُستحيلة لكنها أصبحت واقعًا – الجمع بين العمل الفضائي والالكتروني يحتاج لمجهودات أكبر فكان إطلاق الدورة البرامجية خلال أقل من أسبوعين رغم الحاجة لأشهر عدّة في المرحلة الطبيعية .

التركيز الإخباري في الدورة البرامجية الجديدة سيكون الأبرز , ونظرًا لافتتاح وكالة اخبارية جديدة كذراع إعلامي جديد في المركز الإعلامي الأكثر تطورًا في الوطن فإنّنا نطمح لصناعة الخبر وتحليل ما بعده بما يضمن تحقيق الوعي المُجتمعي المطلوب , سنكون الأقرب للمواطن وحائط صد للمسؤول , سنُسائله في حال كان خصمه المواطن وسنشكره بالتأكيد في حال أدّى مهامه .

(2)

كثيرة هي القضايا التي يُمكن أن نطرق بابها تحليلًا وتدقيقًا , فالتسارع الذي تمر به السياسة الدولية بما ينعكس علينا كفلسطينيين يفرض علينا الوقوف بجديّة أمام تلك الرهانات التي تتركز بالأساس على إضعاف قدرة القيادة الفلسطينية دوليًا بعد نجاحات متتالية حققها الرئيس أبو مازن , لكل نجاح أعداء بالتأكيد وفي نفس الطريق لكل جواد كبوة .. القيادة التي استطاعت تسمية أكثر من 90 سفارة بملك خاص لدولة فلسطين ورفعت العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة عدا عن الانجازات الداخلية التي تحققها الحكومة في قطاعات مختلفة , عودة إلى المقومات التي تملكها "فلسطين" ردًا على إماكانية إقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس فيُمكن قياس وقف تنفيذ القرار بعد التظاهرات الشعبية الاحتجاجية التي انطلقت بموازاة جهود ديبلوماسية تُركت  "فلسطين" وحيدة فيها .

العراك الداخلي الفلسطيني أثّر ولا يزال سلبيًا على العمل التكاملي الفلسطيني ووحدة المشهد ضرورة مطلوبة لإحراج الأعداء والأصدقاء معًا لعدم ترك "فلسطين" وحيدة في المعركة المرتقب اشتعالها مجددًا . فلم يكن الانصهار نحو رؤية الرئيس الديبلوماسية بما يخص نقل السفارة بعيدًا عن الفصائل المختلفة لكن في ذات الوقت الذي تخلّت فيها "دول" صديقة عن الإجراءات المفترض اتخاذها كانت فصائل فلسطينية داخلية تُهاجم الإجراء الرسمي المُفترض أن يتم ولم نصل له لأن السفارة لم تُنقل !

إن وحدة الحال بالمنظور "الأفلاطوني" ليست سهلة فالملفات العالقة أكبر من أن تنتهي في "يومي موسكو" والتفاصيل التي لم تُبحث أقوى من إمكانية الاتفاق الشامل وترحيل القضايا إلى "الحل النهائي" لن تكون سوى تكرار لخطأ أوسلو لكن بنكهة محلية , تكرار المُكرّر بواقع جديد لا تُمثل سوى استنزاف لمزيد من الوقت والجُهد الفلسطيني . ننتظر توزيع الملفات في الحركة لنعرف ما إن سنستمر على نفس "الرِتم" السابق وفي نفس السياق سينتظر مسؤول المصالحة في فتح نظيره الجديد من حماس بعد إجراء الأخيرة انتخاباتها التي بدأت مؤخرًا .

أخيرًا إنّ استضافة أي من الدول العربية لبرامج ومؤتمرات تقف حجر عثرة في وجه الرسمية الفلسطينية لن تكون سوى خنجرًا بظهر "فلسطين" و "سيفًا" على رقبة "الداعي" نفسه !