نابلس - النجاح الإخباري - تتواصل حالة التوتر والصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي دون أي انفراجة واضحة في المفاوضات، حيث أشار الوسطاء إلى عدم تحقيق أي تقدم يذكر في الاتفاق المقترح حتى الآن.

وفي هذا السياق تحدث الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي في حديث خاص لـ"النجاح" عن تطورات الوضع، وأكد ياغي أن الأمر لم يقتصر على مجرد محاولات نتنياهو لكسب الوقت، بل تمثل أيضًا مسعى أمريكي لتحميل حماس والمقاومة المسؤولية عن فشل المفاوضات.

وبالنظر إلى الأوراق المقدمة، أوضح ياغي أن هناك اختلافًا كبيرًا بين ما طرحه الرئيس الأمريكي بايدن في تصريحاته السابقة وما تضمنته الأوراق الأخيرة التي تم تقديمها لحماس والمقاومة.

في هذا الإطار، يشير ياغي أن حماس والمقاومة طالبت بضرورة إدراج مطالبهم في الأوراق الرسمية، بما في ذلك وقف كامل لإطلاق النار وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي، مع التأكيد على أن هذه المبادئ الأساسية لا يمكن التنازل عنها.

وفيما يتعلق بمحاولات الولايات المتحدة استخدام الإعمار كوسيلة للضغط على حماس، أكد ياغي أن هذه الخطوة تأتي في سياق مسعى لتغيير المشهد السياسي داخل قطاع غزة، وليس فقط كوسيلة لتحقيق السلام.

وأشار ياغي إلى ضرورة التركيز على كل تفاصيل المفاوضات والأوراق المقدمة، لتفادي أي انتقادات أو تفسيرات مغلوطة تؤدي إلى عرقلة العملية السلمية.

وحول التوترات على جبهة الشمال مع تصاعد التصريحات والإجراءات من الجانبين الإسرائيلي واللبناني، أشار ياغي إلى أن التصريحات الإسرائيلية تشير إلى استعدادها لتوجيه ضربات قوية في الجنوب اللبناني، حيث أكدت التقارير أن هذه التحركات قد تفضي إلى تصعيد يتجاوز الحدود الحالية ويؤدي إلى حرب شاملة.

وأضاف ياغي أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قدم تصريحات تؤكد على استعداده للاستمرار في التصعيد، مرتبطاً بالتطورات في قطاع غزة. وفي هذا السياق، لا يستبعد مراقبون أن تكون الخطوة التالية لحكومة الاحتلال هي التوجه إلى جبهة جديدة في الشمال، وهو ما قد يعقد المشهد الإقليمي بشكل أكبر.

وبينما تتواصل الجهود الدبلوماسية من قبل الولايات المتحدة للتهدئة، يظل الوضع متوتراً بين الطرفين، مع احتمالات التصعيد المتزايدة وعدم الاستقرار الإقليمي.

وختم ياغي حديثه أن الخيارات تبقى محدودة أمام الجانبين، مع تأكيدات على عدم استعداد كل منهما للتنازل عن مواقفه، وقد يتجه الوضع نحو المزيد من التصعيد قبل التهدئة، وسط تحذيرات من أبعاد واسعة النطاق في حال اتساع دائرة الصراع.