نابلس - النجاح الإخباري - عبد الله عبيد - حذّر المتحدث الرسمي باسم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) عدنان أبو حسنة، من أن قطاع غزة سيواجه مجاعة حقيقية خلال الأشهر المقبلة في حال استمرار الأزمة المالية للأونروا.

وأوضح أبو حسنة في حديث خاص لـ "النجاح الاخباري"، أن الأزمة المالية التي تعاني منها الأونروا وضعتها أمام تحدٍّ كبير من أجل استمرار خدماتها في التعليم والصحة والغذاء، ودفع رواتب موظفيها، مشيراً إلى أن الأونروا لديها أزمة مالية بحاجة إلى 200 مليون دولار لميزانية البرامج التي تتعلق بالصحة والتعليم والإغاثة.

وقال: الأونروا بحاجة إلى 100 مليون دولار أيضاً، منها 70 مليون دولار تقريباً لشراء كوبونات ومواد غذائية، لحوالي مليون ومئتي ألف لاجئ يتسلمون منا كوبونات بصورة منتظمة.

وأضاف أبو حسنة، أن 30 مليون دولار تقدمها الوكالة كمساعدات نقدية لمئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان.

وبيّن أن المنظمة الأممية بحاجة إلى 300 مليون دولار، منوهاً إلى أن "هذا المبلغ يجب أن يتوفر "بداية سبتمبر حتى نهاية هذا العام".

ضغط هائل

وأضاف المتحدث باسم الأونروا: أن "قطاع غزة يمثل ضغطًا هائلًا علينا، بسبب زيادة أعداد اللاجئين واحتياجاتهم، واستمرار فرض الحصار الإسرائيلي ونقص الطاقة وتدمير القطاع الخاص ومحدودية الحركة".

وتابع: "هناك مليون ومئتي ألف لاجئ يتسلمون مساعدات غذائية منتظمة"، مشدداً على أن هذه الفئة ستتأثر بشكل مؤكد في ظل أزمة الأونروا المالية، " وهذا شيء خطير للغاية" كما قال.

ولفت النظر إلى أن حوالي 80% من سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأونروا وغيرها من المنظمات الأخرى. 

ووفقاً للمتحدث باسم الأونروا، فقد تضطر الأونروا إلى عدم دفع رواتب لحوالي 30 ألف موظف، خلال شهر سبتمبر القادم، منوهاً إلى أن الـ 30 ألف موظف سيتأثرون جراء الأزمة المالية، "وهؤلاء ليس فقط من قطاع غزة، وإنما في الخمس مناطق الخاصة بعمليات الأونروا".

وتبلغ ميزانية الأونروا التي توظف نحو 30 ألف شخص، 827 مليون دولار، للعام الجاري، بحسب أبو حسنة، لافتاً إلى أن هناك عدد كبير من اللاجئين في غزة سيتأثرون جداً من الأزمة المالية التي تعانيها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

لم تتوقف عن العمل

وعن توقف الأونروا عن عملها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جميع مناطق العمليات الخمس، استبعد أبو حسنة ذلك، مضيفاً أن الأونروا لن تتوقف عن العمل، ولكن البرامج قد تتأثر أو تتأخر بسبب الأزمة المالية.

ومضى قائلاً: "سيكون تأثيرها أيضاً على تسليم المواد الغذائية، حيث ستتأثر كافة القطاعات".

وأشار أبو حسنة إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية أثرت في حجم المساعدات المقدمة للأونروا، وهو ما أدى إلى تغيير وجهة المانحين، إلى جانب زيادة أعداد اللاجئين الفلسطينيين. 

وأرجع أبو حسنة ذلك، التغيرات العالمية واهتمام الدول بشؤونها الداخلية، والأزمات الكبيرة التي تتعرض لها، مؤكداً أن الأونروا أصبحت أكثر عرضة للتغيّرات السياسية.

 وقال: "إنه في حالة صعود أحزاب يمينية أو شعبوية في الدول المانحة، تُقطع أو تُقلص المساعدات المقدمة، وهذا لم نعهده في السابق".