النجاح الإخباري - تبدد التفاؤل سريعا لدى النازحين الفلسطينيين في رفح بقطاع غزة، فبعد أن كانوا ينتظرون أنباء التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في الأيام القليلة الماضية، انقلبت المعادلة بين عشية وضحاها. 

واستيقظ النازحون في شرق رفح، الواقعة على الحدود بين قطاع غزة ومصر، على دعوات من الاحتلال عن طريق رسائل نصية واتصالات هاتفية ومنشورات باللغة العربية تطالبهم بالانتقال إلى ما تسميه المنشورات "منطقة إنسانية موسعة"، فيما بدا أنه تمهيد لبدء عملية عسكرية تلوح بها منذ عدة أشهر في المدينة التي يحتمي بها حوالي 1.5 مليون فلسطيني هربوا من القصف الإسرائيلي الذي طال كل مناطق القطاع.

وقال الفلسطيني زياد حمودة النازح في رفح إنه كان يخبر عائلته أمس الأحد بأن العودة باتت قريبة إلى شمال قطاع غزة.

وأبلغ وكالة أنباء العالم العربي (AWP) "تفاجئنا صباح اليوم (الاثنين) بمنشورات تلقيها الطائرات الإسرائيلية تطالبنا بالإخلاء والتأكيد على أن عملية عسكرية وشيكة ستبدأ في المنطقة".

وقال إبراهيم قدري، وهو نازح فلسطيني آخر في رفح، إن جميع النازحين في مناطق شرق رفح استيقظوا على النبأ الصادم وهو ما أحدث حالة من الفوضى في المنطقة.

وأضاف قدري "ما جرى لم يكن متوقعا في ظل الحديث الإيجابي الذي كنا نسمعه عبر وسائل الإعلام عن تطور جديد في مفاوضات التهدئة والكل كان يستعد لحزم حقائبه للعودة إلى منازلهم".

وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حاول بكل الطرق إجهاض مفاوضات التهدئة.

وجدد نتنياهو أمس الأحد رفضه مطالب حماس بإنهاء الحرب في قطاع غزة، قائلا إن ذلك من شأنه أن يسمح للحركة الفلسطينية بالبقاء في السلطة.

ويعتقد منصور أن تعليقات نتنياهو دفعت حماس إلى التريث في موقفها بالمضي قدما في إبرام اتفاق التهدئة، مؤكدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد إطالة أمد الحرب لأبعد مدى ممكن.

ويصل مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى إسرائيل اليوم الاثنين بعد أن زار مصر وقطر في الأيام القليلة الماضية، وذلك لبحث العملية العسكرية الإسرائيلية المزمعة في رفح وانهيار المحادثات مع حماس. 

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش سيعمل في المرحلة الحالية على إجلاء نحو 100 ألف فلسطيني من مناطق شرق رفح.