نابلس - النجاح الإخباري - خاص النجاح الإخباري- يزداد التوتر بين حزب الله وإسرائيل يوما بعد آخر، وكان أخرها الهجوم الذي نفذه حزب الله مساء اليوم الأربعاء مستهدفًا ملعب كرة قدم في كفر حرفيش يعسكر فيه جنود إسرائيليون، واعترف الاحتلال الإسرائيلي باصابة 11 إسرائيلياً.

وتقول صحيفة معاريف العبرية: "ويعتبر هذا الحادث الأخطر في الشمال منذ بداية القتال، سواء لبعد المسافة عن الحدود أو حجم الضحايا، كما أن الأضرار كانت دقيقة ومستهدفة".

وكدليل على سخونة الأمور، حذرت واشنطن حليفتها إسرائيل من أن "تصعيدا" في لبنان سيعرض أمن إسرائيل للخطر.

واستنادًا لتصريحات المسؤولين الإسرائيليين، فإن الحرب مع حزب الله قد تحدث في غضون أسابيع فقط.

ويقول حزب الله إن هجماته تأتي دعمًا للفلسطينيين ولن تتوقف حتى توقف إسرائيل حربها في غزة.

ومتردّدة في فتح جبهة ثانية، ردت إسرائيل على حزب الله في البداية بهجمات مماثلة، محاولة ضبط إجراءاتها لتجنب اندلاع حرب واسعة النطاق.

لكن في الأسابيع الأخيرة، ارتفعت حدة الهجمات واتسع نطاقها.

وزاد حزب الله من هجماته بالطائرات المسيرة والصواريخ، مستهدفًا منشآت عسكرية إسرائيلية مهمة.

كما صعّد الاحتلال هجماته أيضًا، مستهدفا مواقع لحزب الله في أعماق وادي البقاع جنوب لبنان، فضلاً عن كبار المسؤولين العسكريين في الجماعة.

دون هدنة في غزة واتفاق لاحق مع حزب الله يلبي متطلبات إسرائيل، يقول المسؤولون الإسرائيليون إن العملية العسكرية ضد عدو أكثر شراسة من حماس أمر لا مفر منه.

قال بيني غانتس، وزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، إن إسرائيل ستعيد السكان إلى شمال إسرائيل بحلول 1 سبتمبر - عندما تستأنف المدارس دراستها - إما "عبر اتفاق أو عبر تصعيد".

واكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء إن إسرائيل مستعدة لاتخاذ "إجراء قوي جدًا" ضد حزب الله.

وقال بيبي: "من يعتقد أنه يمكنه إيذاؤنا ونحن نجلس ولا نفعل شيئًا يرتكب خطأً كبيرًا".

وأدت الحرائق التي أشعلتها هجمات حزب الله بالطائرات المسيرة والصواريخ إلى اندلاع حرائق هائلة في شمال إسرائيل بدءًا من يوم الأحد.

تم احتواء الحريق إلى حد كبير بحلول صباح يوم الثلاثاء وتسبب في إصابات قليلة. لكن الصور أثارت مطالب في إسرائيل بأنه بعد حوالي ثمانية أشهر من الحرب منخفضة الحدة مع حزب الله، والتي أدت إلى نزوح أكثر من 60 ألف إسرائيلي من منازلهم، ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال فان  الحكومة الإسرائيلية تحتاج إلى الشروع في الهجوم.

وقال إيتامار بن غفير، مايسمى بوزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، خلال زيارة إلى كريات شمونة، وهي مستوطنة تأثرت بالحريق: "إنهم يحرقون هنا، نحتاج إلى حرق جميع معاقل حزب الله وتدميرها. الحرب!" وقد خلت المستوطنة من سكانها إلى حد كبير بسبب الحرب وتتعرض لقصف مستمر من حزب الله في لبنان.

وتعمل الولايات المتحدة وفرنسا على إيجاد ملامح حل دبلوماسي للصراع، وتتنقلان بين إسرائيل ولبنان لأشهر.

وتهدف المحادثات إلى نقل قوات حزب الله إلى ما يزيد عن 6 أميال شمال إسرائيل، إلى ما وراء نهر الليطاني، وقد يؤدي تدفق القوات العسكرية اللبنانية أو القوات الدولية إلى المنطقة إلى فرض إزالة المسلحين من منطقة الحدود، وفقًا لدبلوماسيين مطلعين على المحادثات. كما ستتفاوض إسرائيل ولبنان حول مشاكل الحدود القائمة مسبقًا.

وسيضع دفع قوات حزب الله للخلف صواريخه المضادة للدبابات خارج نطاق المجتمعات الإسرائيلية ويمنع الغزو المهدد به منذ فترة طويلة لشمال إسرائيل.

ويقول العديد من الإسرائيليين من شمال إسرائيل إن وقف إطلاق النار لا يكفي لعودتهم إلى منازلهم.

وقال الإسرائيلي جيورازالتز، رئيس المنطقة الإقليمية المتاخمة للبنان، إن التهديدين الرئيسيين اللذين يخشاهما ناخبوه هما غزو على غرار حماس لأراضيهم من قبل قوات رضوان النخبوية التابعة لحزب الله، والصواريخ المطلقة من الكتف التي لا يمكن لإسرائيل اعتراضها بسهولة. ويتطلب تخفيف مخاوفهم دفع قوات حزب الله وترسانته العسكرية لعدة أميال داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما قال زالتز إنه يتطلب إما حلاً دبلوماسيًا قابلاً للتطبيق أو عملاً عسكريًا.

بدون هذا، قال إن السكان لن يعودوا إلى منازلهم..ستتحرك الحدود أبعد فأبعد جنوبًا".

ويقول حزب الله، الذي يعتبر أيضًا حزبًا سياسيًا قويًا في لبنان، إنه لن يوافق على أي اتفاق دبلوماسي مع إسرائيل حتى تتوقف الحرب في غزة. وعلى الرغم من الدفعة الجديدة من الرئيس بايدن لوقف إطلاق النار في غزة، لا تزال هناك تحديات كبيرة للوصول إلى هناك، وتقول إسرائيل إنها ستواصل القتال في غزة على مستوى ما حتى نهاية العام.

وقال حسن فضل الله، عضو في الكتلة البرلمانية لحزب الله، إن الرسالة الرئيسية وراء عمليات حزب الله هي أن الجماعة مستعدة لخوض حرب كاملة النطاق مع إسرائيل وستقاتل دون قواعد أو حدود.

وبعد حوالي ثمانية أشهر من القتال، لا يزال حزب الله قادرًا على نقل قواته إلى مسافات أقرب وأبعد من حدود إسرائيل حسب الحاجة، وفقًا لضابط استخبارات في سلاح الجو الإسرائيلي

قال الضابط إن كلا الجانبين تعرف على نقاط الضعف لدى الآخر، في محاولة لتجنب اتخاذ أي خطوات قد تؤدي إلى اندلاع حرب واسعة النطاق.

وأضاف الضابط "كلا الجانبين يستعدان وجاهزان في حال حدث شيء ما".