النجاح الإخباري - أكد الجيشان المصري والإسرائيلي وقوع تبادل إطلاق نار -اليوم الاثنين- على الشريط الحدودي في رفح في حادثة نادرة تثير تساؤلات بشأن تأثيراتها وتداعياتها، حيث تأتي في ذروة التوتر مع مصر، وقد يكون لها عواقب سياسية خطيرة وفق مراقبين.

بدوره، أكد المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية مقتل جندي في اشتباك على الشريط الحدودي برفحوقال بأن الجهات المختصة تجري تحقيقا في الحادث، كما وأعلن الجيش الإسرائيلي البحث في التقارير الواردة بهذا الشأن.

حدث غير معهود

ومن القاهرة، يشير المتخصص في العلاقات الدولية إيهاب نافع أن ما حدث عند معبر رفح هذا اليوم، غير معهود ولا مسبوق، ما بين قوات مصرية وعناصر من قوات الاحتلال،  ويؤكد في الوقت ذاته جاهزية الجيش المصري واستعداده الكامل لمواجهة أي طارىء على الحدود مع مصر، ولدى جنوده التعليمات الواضحة بأن أي خرق من قبل قوات الاحتلال يجري التعامل معه مباشرة، ودليل ذلك أن التفسيرات التي خرجت عقب الحادثة تشير إلى اختراق من قبل القوات الإسرائيلية لمنطقة محظورة على الحدود مع مصر.

ويشير إيهاب نافع أن هذه الحادثة تفسر مطالب مصر بعدم وجود قوات إسرائيلية على الحدود ، لأنها تعلم أن ذلك يمثل بوابة للتوترات ربما تحدث بين القوتين بما يجر المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه، والدولة المصرية تعتبر نفسها في حالة حرب، وقواتها موجودة ميدانيا وتتابع عن كثب كافة التطورات.

ويضيف نافع في حديثه عبر النجاح "مصر تسعى بكل السبل سواء السياسية أو الرسائل العسكرية أو التواصل الأمني للوساطة لإنهاء عملية الاعتداء السافر على أهلنا في قطاع غزة، ومناشدة المجتمع الدولي ومجلس الأمن للتدخل لوقف هذه الإجراءات العنيفة والتدخل الغير إنساني بإلقاء هذه القنابل الحارقة على المخيمات والنازحين وبالتالي الدولة المصرية"
اعتداء سافر

فيما يعتقد الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات، أنه قياساً بالماضي لن يكون لهذه الحادثة تداعيات جمة، حيث جرت أحداث سابقة وتم تجاوزها، ولكن هذه المرة ما يميزها عن المرات السابقة بأن هناك احتقان واعتداء سافر من الإسرائيلي على الجيش المصري، وربما تتكرر مثل هذه الأحداث الفردية، لكن بنسبة ليست كبيرة.

وحول الخشية من تكرار هذه الحادثة يشير عريقات أنه في ظل الغطرسة والإستعلاء الإسرائيلي، هذه الأحداث لن تتوقف، لكن أن تصل الأمور لقرار رسمي بالمواجهة، فمن المبكر الحديث عن ذلك، لكنه يؤكد أن هذا الحدث سيزيد من التوتر في المنطقة، حيث لا يحق للإسرائيلي أن يتواجد في المنطقة التي أطلق النار منها على الجيش المصري، حيث هذه المنطقة تخضع للسلطة الفلسطينية، وقد استغل الجيش الاسرائيلي ذلك، وهذا في منتهى الوقاحة والاستفزاز.

رسائل عدة
وحول تداعيات الحادثة على المستوى الداخلي الإسرائيلي، يرى المتخصص بالشأن الإسرائيلي إسماعيل مسلماني أن
الحدث أخذ تناقضات كبيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث البعض منها قال أن الجيش الإسرائيلي هو الذي بدأ وأخرى قالت الجيش المصري.

ويشير مسلماني أن هذه الحادثة ربما تحمل رسائل كثيرة، حيث أن إسرائيل تريد أن تفرض أمراً واقعاً، بمعنى أن تدخل باتجاه معبر رفح ويكون لديها مساحة واسعة للسيطرة أكثر، كما وتسعى أن تفرض أمراً مغايرا للأحداث، بأن تدير المعركة من الجانب الأخر بحسب احتياجات الوضع اللوجستي العسكري لموضوع مدينة رفح، وربما تسعى إلى استشعار ردود فعل النظام المصري إزاء هكذا أحداث.

ويواصل مسلماني حديثه للنجاح قائلاً "هذا الحدث ليس جديداً، لكنه يأتي الآن في سياق توتر العلاقات ما بين مصر وإسرائيل، نتيجة الاتهامات الأخيرة، مثل موضوع التلاعب في صياغة صفقة التبادل، إضافة إلى استياء المصريين من الوفد الإسرائيلي في طريقة العرض وعدم أخذ مواقف جدية، إلى جانب اقتحام رفح الذي هو يتجاوز اتفاقية كامب ديفيد المتعارف عليها في عام 1979، ويرى مسلماني أن إسرائيل تريد أن تفرض سلطتها وأن تغيرا أمراً ما في الفترة الراهنة.

ومنذ 7 مايو (أيار) الحالي، سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في إطار عملية عسكرية بالمدينة قلبت طاولة مفاوضات الهدنة في غزة، وأعلنت مصر عقب ذلك اللحاق بجنوب أفريقيا في صراعها القانوني ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

فيما حذرت مصر مرات عديدة من تداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية بمحور فيلادلفيا، في وقت يشير فيه جيش الاحتلال إلى أن قواته تقدمت في عمق رفح وسيطرت على ثلثي محور فيلادلفيا

ومحور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين، هو شريط حدودي بين مصر وقطاع غزة يمتد داخل القطاع بعرض مئات الأمتار وطول 14.5 كيلومترا من معبر كرم أبو سالم وحتى البحر المتوسط.